أتراها لكثرة العشاق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ | تَحْسَبُ الدّمعَ خِلقَةً في المآقي |
كيفَ تَرْثي التي ترَى كلَّ جَفْنٍ | راءها غَيرَ جَفْنِها غَيرَ راقي |
أنْتِ مِنّا فَتَنْتِ نَفسَكِ لَكِنّـ | ـكِ عُوفيتِ مِنْ ضَنًى واشتياقِ |
حُلتِ دونَ المَزارِ فاليَوْمَ لوْ زُرْ | تِ لحالَ النُّحولُ دونَ العِناقِ |
إنّ لَحْظاً أدَمْتِهِ وأدَمْنَا | كانَ عَمداً لَنا وحَتفَ اتّفاقِ |
لوْ عَدا عَنكِ غيرَ هجرِكِ بُعدٌ | لأرارَ الرّسيمُ مُخَّ المَنَاقي |
ولَسِرْنا ولَوْ وَصَلْنا عَلَيها | مثلَ أنْفاسِنا على الأرْماقِ |
ما بِنا مِنْ هوَى العُيونِ اللّواتي | لَوْنُ أشفارِهِنّ لَوْنُ الحِداقِ |
قَصّرَتْ مُدّةَ اللّيالي المَواضِي | فأطالَتْ بها اللّيالي البَواقي |
كاثَرَتْ نائِلَ الأميرِ مِنَ الما | لِ بما نَوّلَتْ مِنَ الإيراقِ |
لَيسَ إلاّ أبا العَشائِرِ خَلْقٌ | سادَ هذا الأنامَ باستِحقاقِ |
طاعنُ الطّعنَةِ التي تَطْعَنُ الفيـ | ـلَقَ بالذّعْرِ والدّمِ المُهرَاقِ |
ذاتُ فَرْغٍ كأنّها في حَشَا المُخْـ | ـبَرِ عَنها من شِدّةِ الإطْراقِ |
ضارِبُ الهَامِ في الغُبارِ وما يَرْ | هَبُ أن يَشرَبَ الذي هوَ ساقِ |
فَوْقَ شَقّاءَ للأشَقِّ مَجَالٌ | بَينَ أرْساغِها وبَينَ الصّفاقِ |
ما رآها مكَذِّبُ الرُّسلِ إلاّ | صَدّقَ القَوْلَ في صِفاتِ البُراقِ |
هَمُّهُ في ذوي الأسِنّةِ لا فيـ | ـها وأطْرافُها لَهُ كالنّطاقِ |
ثاقبُ الرّأيِ ثابِتُ الحِلْمِ لا يَقـ | ـدِرُ أمْرٌ لَهُ على إقْلاقِ |
يا بَني الحارِثِ بنِ لُقمانَ لا تَعـ | ـدَمْكُمُ في الوَغى متونُ العتاقِ |
بَعَثُوا الرُّعبَ في قُلوبِ الأعاد | يِّ فكانَ القِتالُ قَبلَ التّلاقي |
وتكادُ الظُّبَى لِما عَوّدوها | تَنْتَضِي نَفْسَها إلى الأعْناقِ |
وإذا أشفَقَ الفَوارِسُ مِنْ وَقْـ | ـعِ القَنَا أشفَقوا مِنَ الإشْفاقِ |
كلُّ ذِمرٍ يزْدادُ في الموْتِ حُسناً | كَبُدورٍ تَمامُها في المُحاقِ |
جاعِلٍ دِرْعَهُ مَنِيّتَهُ إنْ | لم يكُنْ دونَها منَ العارِ واقِ |
كَرَمٌ خَشّنَ الجَوانبَ مِنهُمْ | فَهْوَ كالماءِ في الشّفارِ الرّقاقِ |
ومَعالٍ إذا ادّعاها سِواهُمْ | لَزِمَتْهُ جِنايَةُ السُّرّاقِ |
يابنَ مَنْ كُلّما بَدَوْتَ بدا لي | غائبَ الشّخصِ حاضرَ الأخلاقِ |
لوْ تَنَكّرْتَ في المَكَرّ لقَوْمٍ | حَلَفُوا أنّكَ ابنُهُ بالطّلاقِ |
كيفَ يَقوَى بكَفّكَ الزَّندُ والآ | فاقُ فيها كالكفّ في الآفاقِ |
قَلّ نَفْعُ الحَديدِ فيكَ فَما يَلـ | ـقاكَ إلاّ مَنْ سَيفُهُ مِنْ نِفاقِ |
إلْفُ هذا الهَواءِ أوْقَعَ في الأنْـ | ـفُسِ أنّ الحِمامَ مُرُّ المَذاقِ |
والأسَى قبلَ فُرْقَةِ الرّوحِ عجزٌ | والأسَى لا يكونُ بَعدَ الفِراقِ |
كمْ ثَراءٍ فَرَّجتَ بالرّمْحِ عنهُ | كانَ مِن بُخلِ أهلِه في وِثاقِ |
والغِنى في يَدِ اللّئيمِ قَبيحٌ | قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإمْلاقِ |
ليس قوْلي في شمس فعلك كالشّمْـ | ـسِ ولكن كالشّمسِ في الإشراقِ |
شاعرُ المَجْدِ خِدْنُهُ شاعرُ اللّفْـ | ـظِ كِلانا رَبُّ المَعاني الدّقاقِ |
لم تَزَلْ تَسمَعُ المَديحَ ولكِنّ | صَهيلَ الجِيادِ غَيرُ النُّهاقِ |
ليتَ لي مثلَ جَدّ ذا الدّهرِ في الأد | هُرِ أوْ رِزْقِهِ منَ الأرزاقِ |
أنْتَ فيهِ وكانَ كلُّ زَمانٍ | يَشتَهي بَعضَ ذا على الخَلاّقِ |