علل حشاي بذكر ذاك المنزل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
علل حشاي بذكر ذاك المنزل | وأعد أحاديث الزمان الأول |
وأعذر إذا ابتدرت سوابق أدمعي | طرباً وحل الوجد عقد تجملي |
زمن به خلفت أيام الصبى | وتركت طيب لذاذتي وتغزلي |
ايام تخدمنا المنى منقادة | وأخو الهوى في الربع يمرح كالخلي |
يجري على متن الأغر وكم له | في الحي من يوم أغر محجل |
في عصبة تخذوا الصابة مذهباً | لهم وعافوا مذهب المتبذل |
وردوا الكؤوس فأريحي للندى | منهم ومهتز لذكر القسطل |
يفتن منشدهم فتحسب لقظه | من كأسه وبيانه السحر الجلي |
وكأنما يملي السليم قصيدة | فالقوم بين مكبر ومهلل |
الناظم المعنى الدقيق كأنه | أسلاك در بالجمان مفصل |
ماضي الجنان إذا أفاض حسبته | يتلو عليك صحيفة المترسل |
وإذا جرى فوق الطروس يراعه | فوميض برق في سحاب مسبل |
متوقد الأفكار لو بزت لنا | في الليل أغنت عن ضياء المشعل |
قلب من الأشياخ يحمله فتى | غص الشبيبة مثل حد المنصل |
ولرب قادمة علي بلطفها | أحيت فؤادي حين مست أنملي |
غيداء مرسلة النقاب وراءه | وأمامه نفحات عرف المندلي |
وافت بآثار الحبيب وطالما | وافى إلي بها نسيم الشمأل |
حسناء ناحلة القوام لقيته | من عطف عاشقها السقيم بأنحل |
قابلتها فرددت طرفي بعدما | طفحت علي شؤون دمعي المرسل |
شكت الفراق فهيجت عندي شجاً | أمسى عن الشكوى وعنها مذهلي |
يا من نأى عني وبات خياله | في طي قلب عنه لم يترحل |
بيني وبينك للمودة ذمة | قطعت من الغمرات كل مؤمل |
فصلت منازلنا البحار وقطرة | منهن بين قلوبنا لم تدخل |
ولقد وقفت على ودادك مهجتي | وتصرفي في الوقف غير محلل |
وعذرت نفسي في هواك لأنني | أوردتها في الحب أعذب منهل |
وأنا الذي ألف الهوى وأذاعه | من حيث بات عن الملام بمعزل |
أسألت ما قد مر من أيامنا | عما يكون من الزمان المقبل |
الله أكبر كل حال دونها | أجل وصرف الدهر غير مؤجل |
فأعز ما صادفت يوم مسرة | والله يعلم بعد ذلك ما يلي |