كل الأمر من الذي ملك الأمرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كل الأمر من الذي ملك الأمرا | وصابر عليه ما استطعت له صبرا |
على مثل ما تشكو الحياة وإنما | أرى جزع المكروب كربته الأخرى |
وأجمل بالمرء التجمل أنه | إذا عافه طوعاً تكلفه جبرا |
هو الدهر لا يبقى على شطر حالة | فبرء يلي سقماً ويسر يلي عسرا |
وأن قصارى كل ضيق وأن يطل | إلى فرج يدعو الكئيب لك البشرى |
إذا ما عدمنا طلعة البدر ليلة | فلا بد بعد الليل أن ندرك الفجرا |
يمحص هذا الدهر صبر رجاله | فيوسعهم سبكاً ليخلصهم تبرا |
وأن الظبي تلقي على الصقل شدة | فتخرد بعد الصقل ضاحكة بشرا |
فديتك يا من بات يشكو من الضبي | وبي ما به مما طوت كبدي الحرى |
ومن عاده قلبي الكليم وإنما | أحب لعيني أن تحيط به خبرا |
إذا طال مكث الداء عندك مدة | فصبرك قد ألقى على طوله قصرا |
وإن عبثت يوماً بجسمك علة | فما عبثت بالعرض والشيمة الغرا |
أجلك أن أدعوك بحراً لأنني | أرى أضعف الأنفاس قد حرك البحرا |
عهدتك ممن لا تروع عظيمة | حشاه ولا يخشى لنائبة شرا |
ومن ذاق طعمي حالتيه فلم يكن | ليحفل للأيام خلا ولا خمرا |
ومن صحب الأخطار حتى غدا لها | أليفاً فما تلقى على قلبه ذعرا |
إليك سلام راح باسمك عاطراً | يطارح في البيداء من عرفه العطرا |
سلام يؤدي من شبح كلما انتهى | إليك سلام منه أتبعه عشرا |