يا هلالا يا قضيبا يا رشا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا هلالا يا قضيبا يا رشا | إن تبدى أو تثنى أو مشا |
يا غزالا ورده في أدمعي | كلما شاء ومرعاه الحشا |
قد فشا فيك هيامي في الورى | وهو لولا دمع عيني ما فشا |
ولكم آثرت كتمان الهوى | غير أن الدمع بالسر وشا |
كيف بالكتمان يوما لامرىء | سره في خده قد نقشا |
أو بسلوان لمن في رية | جمسه والقلب في وادي الأشا |
خذ فؤادي لك مني هبة | حرة وافعل بقلبي ما تشا |
بعت فيك النوم بالسهد فلا | فرق عندي بين صبح وعشا |
كم ليال بت في ظلمائها | أمتطي من نار شوقي فرشا |
كلما صحت بها واكبدي | مادت الأرض لما بي دهشا |
وكأن النجم شرب ثمل | واصل الثملة حتى ارتعشا |
وكأن الصبح في الليل وقد | ملأ الأرجاء مما جيشا |
ثائر راقب منه فرصة | ثم لما أمكنته بطشا |
وتخال الأفق ثغرا قاصيا | غلب الروم عليه الحبشا |
ملئت من جوهر الدمع يدي | عجبا أقبل في قلبي الرشا |
وجرى من ماء عيني نهر | حين أرسلت دموعي مجهشا |
فاعجبوا من جوهر لا يقتنى | ولنهر ليس يروي عطشا |
يا نديمي فؤادي كلما | نفحت ريح النعامى انتعشا |
آنسا قلبي بتذكار الحمى | فالحمى من أهله قد أوحشا |
صاع يوم البين قلبي فانجثى | بين أخفاف المطايا وانبشا |
وامزجاها قهوة عطرية | كرمت كرما وطابت عرشا |
فإذا أبصرها ذو قرة | ظنها بالبعد نارا فعشا |
وإذا قبلها شاربها | قطب الوجه لها وانكمشا |
فسلا الساقي الذي أترعها | حببا أودعها أوحنشا |