خذها فقد وضح الصباح ولاحا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خذها فقد وضح الصباح ولاحا | والروض يهدي عرفه النفاحا |
ما زال يكتم من حديث نسيمه | والآن أمكنه الحديث فباحا |
لما رأى جيش الصباح مشمرا | عمت مضاربه ربى وبطاحا |
والأفق يرفع منه بندا مذهبا | ويسل من بيض البروق صفاحا |
سل الجداول أنصلا مصقولة | تبدو وهز من الغصون رماحا |
والزهر تسقط للغروب كما ذوى | زهر الرياض وفارق الأدواحا |
والطير يدعو للصبوح مكررا | فتراه قد نفض الجناح وصاحا |
فكأنما الظلماء طرف أدهم | أخذ العنان فما يفيق جماحا |
لا توقد المصباح واعلم أن لي | من وجه من أحببته مصباحا |
حث الكؤوس وهاتنيها قهوة | تنفي الهموم وتجلب الأفراحا |
من كف فاتنة اللحاظ غريرة | سكرى الجفون وما سقين الراحا |
هي روضة تجنيك بين لثاثها | خمرا ومن وجناتها تفاحا |
فإذا اعتنقت أو ارتشفت فإنما | عانقت غصنا وارتشفت أقاحا |
وامزج بصرف الراح عذب رضابها | ما ضر أن خلط الحرام مباحا |
قامت تقول وفي فتور جفونها | سنة الكرى مولاي عمت صباحا |
واستنطقت عود الغناء فلم نجد | إذ ذاك في خلع العذار جناحا |
واستنطقت عودا بمدحة يوسف | مولى لنا شمل الوجود سماحا |
فسرى السرور بنا إلى أن لم نطق | صبرا وكدنا نبذل الأرواحا |
رب الأيادي البيض من بثنائه | زان القريض وعطر الأمداحا |
ذو همة علياء مد المشترى | طرفا إلى غاياتها طماحا |
يزجي من النقع المثار سحائبا | ركبت من العزم الشديد رياحا |
ويزيرها أرض العدو صوافنا | تختال زهوا في الوغى ومراحا |
تنميه من أبناء نصر سادة | سنوا الهدى والعدل والإصلاحا |
إن أغلقت أبوابها أيدي العدا | جعل الإله سيوفهم مفتاحا |
يا واحد المجد الذي آثاره | تروي حسانا في الزمان صحاحا |
أنسيتنا بحسامك الماضي الظبا | ولوائك المنصور والسفاحا |
لا زال ملكك ساميا في عزة | تستصحب الإمساء والإصباحا |
ما غردت وأرقاء فوق أراكة | تبكي الهديل وما صباح لاحا |