الحمدُ لله مَوْصُولا كما وجبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الحمدُ لله مَوْصُولا كما وجبا | فهو الذي برداء العِزّة احْتَجَبا |
الباطِن الظّاهرِ الحق الذي عَجَزَتْ | عنه المدارِكُ لما أمْعَنَتْ طَلَبا |
علا عنِ الوصْفِ مَن لا شيءَ يُدْرِكُه | وجَلَّ عن سبَبٍ من أوْجَدَ السّببا |
والشُّكرُ للهِ في بدْءٍ ومُخْتَتَم | فالله أكرَمُ من أعْطى ومَنْ وَهَبا |
ثم الصّلاة ُ على النُّورِ المبينِ ومن | آياته لَمْ تَدَعْ إفْكاً ولا كَذِبا |
مُحَمَّدٌ خيرُ من تُرْجى شَفاعتُهُ | غداً وكُلّ امرىء ٍ يُجْزَى بما كَسَبا |
ذو المعجزات التي لاحَتْ شواهِدُها | فشاهَدَ القوْمُ من آياتِهِ عجَبَا |
ولا كمِثْلِ كتابِ الله مُعجِزَة ٍ | تبْقَى على الدَّهْرِ إنْ ولّى وإنْ ذهبا |
صلّى عليه الذي أهْداهُ نُورَ هُدًى | ما هبَّتِ الرِّيحُ من بعدِ الجنوبِ صَبا |
ثمّ الرّضا عن أبي بكْرٍ وعن عُمَرٍ | بَدْرانِ من بعده للمِلّة ِ انْتُخِبا |
وبعدُ عُثْمان ذو النُّورَيْن ثالِثُهم | من أحْرَزَ المجدَ مَوْروثا ومُكْتَسَبا |
وعن عليًّ أبي السِّبْطَيْن رابِعهم | سيْفِ النّبي الذي ما هزَّه فَنَبا |
وسائِرِ الأهلِ والصّحْب الكرامِ فهُمْ | قد أشْبَهُوا في سماء الملَّة ِ الشُّهُبا |
وبَعْدَ أنصارِهِ الأرضَيْن إنّ لهمْ | فضائلاً أعْجَزَتْ منْ عدَّ أو حَسَبا |
آوَوْه في الرَّوْع لمّا حَلّ دارَهُمْ | وجالَدُ وأمنْ عَتا في دينِهِ وأبا |
وأوْرَثُوا مِنْ بني نَصْرٍ لنُصْرَتِهِ | خلائفاً وصلُوا من بعدِهِ السّببا |
ولا كيُوسُفَ مولانا الذي كَرُمَتْ | آثارُهُ وبنيهِ السّادة ِ النُّجَبا |
وبعدَ هذا الذي قدَّمْتُ من كَلمٍ | صِدْق يُقَدِّمُهُ من خَطّ أو خَطَبا |
فإنني حُزْتُ من سامي الخلالِ مدًا | أجَلْتُ فيه جِياحَ الفَخْرِ مُنْتَسَبا |
إمارَة ٌ قد غدا نصْرٌ لقُبَّتِها | عِمادَ عِزٍّ وكُنّا حولهُ طُنُبا |
سلَكْتُ فيها نهْج الإمام أبي | وطالما أشْبهَ النّجْلُ الكريمُ أبا |
فكان أوّلَ ما قدَّمْتُ في صِغَري | مِنْ بعد ما قد جَمَعْتُ الفضْل والأدَبا |
إني جعَلْتُ كتاب الله مُعْتَمِدا | لا تعرفُ النّفسُ في تحصيلِهِ تَعَبا |
كأنني كُلّما رَدَّدْتُه بفمي | أسْتنشِقُ المِسْك أو أسْتَطْعِمُ الضَّرَبا |
حتى ظفِرْتُ بحظٍّ منهُ أحْكِمُهُ | حِفْظاً فَيَسَّرَ منه الله لي أرَبا |
وعن قريبٍ بحولِ الله أحْفظُهُ | فرُبّما أدْرك الغاياتِ مَنْ طلبا |
فالله يجْرزي أميرَ المسلمينَ أبي | خيْر الجزاء فكَمْ حقٍّ لهُ وَجَبا |
وأنْعُم غَمَرَتْني منه واكِفة ٍ | وأنْشَأْت في سَماء اللُّطْفِ لي سُحُبا |
قَيْسًا دَعاني وسَماني على اسْم أبي | قَيْسٍ بن سَعْدٍ ألا فاعْظِم به نَسَبا |
بأي شُكْرٍ نُوَفِّي كُنْهَ نِعْمَتِه | لو أنّ سحْبان أو قُسّاً لها انْتُدِبا |
وكافأ اللهُ أشْياخي برَحْمتِهِ | ومن أعانَ ومن أمْلى ومن كَتَبا |
والحمدُ للهِ ختْماً بعد مُفْتَتَحِ | ما البارِقُ التاج أو ما العارِضُ انْسَكَبا |