حذار منا وأنى ينفع الحذر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حذار منا وأنى ينفع الحذر | وهي الصوارم لا تبقي ولا تذر |
وأين ينجو ملوك الشرك من ملك | من خيله النصر لا بل جنده القدر |
سلوا سيوفا كأغماد السيوف بها | صالوا فما غمدوا نصلا ولا شهروا |
حتى إذا ما عماد الدين أرهقهم | في مأزق من سناه يبرق البصر |
ولوا تضيق بهم ذرعا مسالكهم | والموت لا ملجأ منه ولا وزر |
وفي المسافة من دون النجاة لهم | طول وإن كان في أقطارها قصر |
وأصبح الدين لا عينا ولا أثرا | يخاف والكفر لا عين ولا أثر |
فلا تخف بعدها الإفرنج قاطبة | فالقوم إن نفروا ألوى بهم نفر |
إن قاتلوا قتلوا أو حاربوا حربوا | أو طاردوا طردوا أو حاصروا حصروا |
وطالما استفحل الخطب البهيم بهم | حتى أتى ملك آراؤه غرر |
والسيف مفترع أبكار أنفسهم | ومن هنالك قيل الصارم الذكر |
لا فارقت ظل محيي العدل لامعة | كالصبح تطوي من الأعداء ما نشروا |
ولا انثنى النصر عن أنصار دولته | بحيث كان وإن كانوا به نصروا |
حتى تعود ثغور الشام ضاحكة | كأنما حل في أكنافها عمر |