مسى الفداء لمطمع لي مؤيس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مسى الفداء لمطمع لي مؤيس | غريت لواحظه بقتل الأنفس |
فاضر من كملت محاسن وجهه | لو كان يحسن في الصنيع كما يسي |
رشأ جعلت له ضلوعي مرتعا | ومدامعي وردا فلم يتأنس |
فوشى به دمعي ولم أر واشيا | كالدمع يعرب عن لسان أخرس |
فلئن تكنفنى الوشاة وراعني | أسد العرين دوين ظبي المكنس |
فلرب مقتبل الشباب مقابل | بين الغزالة والغزال الالعس |
عاطيته حلب الكروم ودرها | وخلوت منه بمسعد لي مؤنس |
ثم انثنى عجلا يكتم سره | ويشي به ولع الحلي المجرس |
كالظبي آنس نبأة من قانص | فرنا بمقلة خائف متوجس |
قم يا غلام وذر مجالسة الكرى | لمهجر يصف النوى ومفلس |
أو ما ترى النوار بشر بالندى | والفجر ينصل من خضاب الحندس |
والترب في خلل الحديقة مرتو | والغصن في حلل الشيبة مكتسي |
والروض يبرز في قلائد لؤلؤ | والأرض ترفل في غلائل سندس |
لا تعدم اللحظات كيف تصرفت | وجنات ورد أو لواحظ نرجس |
والجو بين مكفر ومضدل | وممسك ومورد ومورس |
وكأنما تسقى الاباطح والربى | بنوال يحيى لا الحيا المتبجس |
وكأنما نفحت حدائق زهرها | عن ذكره المتعطر المتقدس |
يا ابن الذين بجودهم وسماحهم | جبر الكسير وسد فقر المفلس |
الضاربين بكل أبيض مخذم | والطاعنين بكل أسمر مدعس |
من كل أزهر في العمامة أبلج | أو كل أخزر في التريكة أشوس |
سكبت أكفهم المنايا والمنى | سكب الصواعق في الغيوم الرجس |
لله مجلسك المنيف قبابه | بموطد فوق السماك مؤسس |
موف على حبك المجرة تلتقي | فيه الجواري بالجواري الخنس |
تتقابل الأنوار من جنباته | فالليل فيه كالنهار المشمس |
عطفت حناياه دوين سمائه | عطف الأهلة والحواجب والقسي |
واستشرفت عمد الرخام وظوهرت | بأجل من زهر الربيع وأنفس |
فهو اؤه من كل قد أهيف | وقراره في كل خد أملس |
فلك تحير فيه كل منجم | وأقر بالتقصير كل مهندس |
فبدا للحظ العين أحسن منظر | وغدا لطيب العيش خير معرس |
فاطلع به قمر إذا ما أطلعت | شمس الخدور عليك شمس الاكؤس |
فالناس أجمع دون فضلك رتبة | والأرض أجمع دون هذا المجلس |