لو كان من شكوى الصبابة مشكيا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لو كان من شكوى الصبابة مشكيا | لعدا على عدوى الصبابة معديا |
مات الرجاء فإن أردت حياته | ونشوره فارج الإمام المحييا |
أقضى القضاة محمد بن محمد | من لست منه للفاضل محصيا |
قاض به قضت المظالم نحبها | وغدا على آثارهن معفيا |
يا كاشفا للحق في أيامه | غررا يدوم لها الزمان مغطيا |
لم تنعش الشهباء عند عثارها | لو لم تجدك لطرد حلمك مرسيا |
رجفت لسطوتك التي أرسلتها | نحو الطغاة لحد عزمك ممهيا |
وتظلمت من شرهم فتململت | عجل أرجازتها عليها مبقيا |
أنفت من الثقلاء فيها إذ رمت | أثقالها ورأتك منها ملجيا |
حلب لها حلب المدامع سيل | أن لاقت الخطب الفظيع المبكيا |
وبعدل نور الدين عاود أفقها | من بعد غيم الغم جوا مصحيا |
أضحى لبهجتها معيدا بعدما | ذهبت وللمعروف فيها مبديا |
لأمورها متدبرا لشتاتها | متألفا لصلاحها متوليا |
فالشرع عاد بعدله مستظهرا | والحق عاد بظله مستذريا |
والدهر لاذ بعفوه مستغفرا | مما جناه مطرقا مستحييا |