ما أقبَحَ المينَ! قلتُمْ لم يشِبْ أحدٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما أقبَحَ المينَ! قلتُمْ لم يشِبْ أحدٌ، | حتى أتَى الشّيبُ إبراهيمَ عن أَممِ |
كذَبتُمُ، ونجومُ اللّيلِ شاهدَةٌ، | إنّ المَشيبَ قَديماً حَلّ في اللِّمَم |
هذا البَياضُ رسولُ الموتِ، يَبعثُهُ، | في كلّ عصرٍ، إلى الأجيال والأُمم |
وما أسيتُ على الدّنيا، مُزايلَةً، | ولا تأسّتْ على البالي من الرِّمَم |
شقّتْ وعقّتْ، ولم أحمد، ولا حمدتْ | ثمّ انصرَفنا كِلانا سيّىءُ الهِمَم |
ورغَبتي في بَنيها غَيرُ كائنَةٍ؛ | وكيفَ يرْغبُ خِدْنُ العقل في اللَّمَم |
لا خيرَ فيهم، وإن همْ عظّموا رجَباً، | دونَ الشّهورِ، فقد شانوهُ بالصّمَم |
لم تُعْطِ قطُّ أُنوفاً، جُدّعتْ، شمماً؛ | فلَيتَ كفّكَ لم تجدَعْ أخا الشّمَم |
لا تُحكمِ العَقدَ في حِلفٍ ولا عِدَةٍ، | فإنّ طَبعَكَ يُدْعَى ناقضَ الذّمَم |
وللزّمانِ مَغارٌ في نُفُوسهمُ؛ | يكفيكَ أن تضَعَ الهنديَّ بالقِمَم |