وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وعَظَ الزّمانُ، فما فهمتَ عظاتِه، | وكأنّهُ، في صَمتِهِ، يَتَكَلّمُ |
لو حاوَرَتكَ الضّأنُ قال حَصيفُها: | الذّئبُ يظلِمُ، وابنُ آدمَ أظلَم |
أطرَدتَ عنّا فارِساً ذا رُجلَةٍ، | ساقتْهُ حاجتُهُ وليْلٌ مُظلِم |
ويَزيدُهُ عُذْراً، لدينا، أنّهُ | سدرَانُ، ليسَ بعالِمٍ ما تَعلَم |
تهوَى سلامَتَنا وترعَى سَرْحَنا | وحرَابُ ضارٍ من حرابِكَ أسلَم |
أظفارُكَ اسْتَعلتْ إلى أظفارِهِ | بأساً، وتلكَ وقَتْ وهذي تُقْلَم |
لو كان غُصناً، في المَنابتِ، ناضراً، | لألَمّ يذبُلُ يذبُلٌ ويَلملَم |
صَبراً على دُنياكَ يَنقضِ حِينُها، | فكأنّها حُلمٌ بنَومٍ يُحْلَم |
ولرُبّما قضَتِ الأناةُ مآرِباً | من نازِحٍ، ولكلّ عالٍ سُلّم |
والنّاسُ شتّى من حُلومٍ: مُظهراً | جَهلاً يَعُرُّ، وجاهلٌ يَتَحَلّم |
فارَقتَ فاستَعْلَتْ همومُك والمدى | يأسو، بطولِ مرورِهِ، ما يُكلَم |
وإذا يَدٌ قُطِعَتْ، فإنّ عشيرَها، | لو حُرِّقَتْ بالنّارِ، لا يتَألّم |