نُراقبُ ضوءَ الفجر، والليل دامسُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نُراقبُ ضوءَ الفجر، والليل دامسُ | وما يَسترُ الإنسانَ إلاّ الرَّوامسُ |
تنمّسَ منّا بالدّيانَةِ مَعشَرٌ، | وقد بطلتْ، عند اللّبيبِ، النّوامسُ |
فكيفَ ترى المنهاجَ، واللّيلُ مُقْمِرٌ، | ولم ترَهُ، واليومُ أزهَرُ شامسُ؟ |
وتحمِلُنا الأيّامُ حَمْلَ عَوائمٍ | بنا في خِضَمٍّ، كلُّنا فيه قامس |
فهنّ لأهلِ اليُسرِ نوقٌ أذِلّةٌ؛ | وهُنَّ لأهلِ العُسرِ خَيلٌ شَوامس |
فما سئِمَ السّاري، وقد بلغَ المَدى؛ | ولا رَزَمتْ، في السير، تلك العَرامس |
ودُنياكَ دارٌ، من يحُلُّ فِناءَها، | فقد غمستْهُ في الشّرور القوامس |
وسلطانُها كالنّارِ، إنْ هيَ لُومِستْ | تُحَرّقُ ما يدنو لها، ويلامس |
ويجمعُنا من صَنعَةِ الرّبّ أربَعٌ، | ومِن فَوقِها، والمُلكُ للَّهِ، خامس |
وما فتِئَتْ نيرانُ فارسَ يَعتَلي | بها العزُّ، حتى أبطلَتها الأحامسُ |
تكلّمَ هذا الدّهرُ بالنُّصحِ، مُعلناً، | جهاراً، بما أخفَتهُ عَنّا الهَوامس |
وكيفَ نُرَجّي للثِّمادِ بقاءَها، | إذا نضَبَتْ عَنّا البُحورُ القلامس؟ |
يُباكِرُنا الجَوْنُ المُضيءُ فينقضي، | ويعقبُنا منه الأحمُّ الدُّلامِس |
وإنّا رأينا المَلْكَ يُخلِقُ ثوبُه، | وتُخبرنُا عنهُ الدّيارُ الطّوامس |
إذا دَخلَ الهِرماسُ جِلّقَ والياً، | فما كذَبَتْ فيما تَقولُ الهرامس |
لهمْ سلَفٌ، قُدّامَ سِنبسَ، أيِّدٌ، | وعزٌّ على وجهِ الزّمانِ قُدامِس |
وتَبسُطُ فينا قُدرةُ اللَّهِ حادثاً، | فتُودي الثّعالي واللّيوثُ الكهامس |