أرى كفْرَ طابٍ أعجزَ الماء حفْرَها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرى كفْرَ طابٍ أعجزَ الماء حفْرَها، | وبالِسَ أغناها الفُراتُ عن الحفرِ |
كذلك مجرى الرّزقِ وادٍ بلا ندًى، | ووادٍ به فَيضٌ، وآخرُ ذو جَفْرِ |
خَبرْتُ البرايا، والتّصعلُكَ، والغِنى، | وخَفضَ الحشايا، والوجيفَ مع السّفر |
فأطيَبُ أرضِ اللَّهِ ما قلّ أهلُهُ، | ولم ينأ فيه القوتُ عن يدِكَ السّفر |
يُعاني مقيمٌ بالعراقِ، وفارسٍ، | وبالشّامِ، ما لم يَلْقَهُ ساكنُ القفر |
فَمِلْ عن بني حوّاءَ منْ نسلِ آدمٍ، | لتنزِلَ بينَ الحُوّ، والأُدْمِ، والعُفْر |
ولا بُدَّ، في دُنياكَ، من نصَبٍ لها، | وهل وضَعَ الأثقالَ دهرُكَ عن شَفر؟ |
أليسَ هِزَبْرُ الغابِ، وهو مُمَلَّكٌ | على الوَحش، يبغي الصيد بالناب والظُّفر |
وأنت، إذا اسَتعملتَ أكوابَ عَسجدٍ، | أسأتَ ويَجزيكَ الاناءُ من الصَّفر |
لقد سكنت نفسي، على الكُره، جسمَها، | فألفيتُها لا تَستَقرُّ من النَّفر |
فإن لم تَنلْ وفراً من المالِ، فاستَعِنْ | وَفارَةَ عقلٍ، فهي أزكى من الوَفر |
وإن لم يكنْ لبُّ الفتى معَ شَخْصه | وليداً، فما يَفري لنَفعٍ ولا يُفْري |
يُسمّي غويٌّ من يُخالفُ كافراً؛ | له الويلُ، أيُّ الناسِ خالٍ من الكُفْر؟ |
حَصلنا على التمويهِ، وارتابَ بعضُنا | ببَعض، فعندَ العَينِ رَيبٌ من الشُّفر |
وليسَ الذي قالَ اليهوديّ ثابتاً، | سوى أنّهُ بالخَطّ أُثبِتَ في السِّفر |
غفَرْنا وما أغنى اغتفاراً، وإنّما | عَنيتُ انتكاسَ البُرْءِ لا كرَمَ الغَفْر |
إذا خَشِيَتْ أُمٌّ، على ابنٍ، منيّةً، | فيا أُمّ دَفرٍ قد أمِنْتِ على دَفْر |