أتوعدني قيس ودون وعيدها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتُوعِدُني قَيْسٌ وَدُونَ وَعيدِهَا | ثرَاءُ تَمِيمٍ وَالعَوَادِي مِنَ الأُسْدِ |
سأُهدي لعَاوِي قَيسِ عَيلانَ إذا عَوَى | لِشِقوَتِهِ إحدى الدّوَاهي التي أُهدِي |
وَأجْعَلُ يا قَيْسَ بنَ عَيلانَ بعَدَها | لِنَوْكاكِ أحْلاماً تَعيشُ بها بَعدي |
ألمْ تَرَ قَيْساً لمْ تَكُنْ طَيرُها جَرَتْ | لَهَا بِمُعَافَاةٍ، ولا نَفَلٍ عِنْدِي |
رَمَى الله فِيمَا بَينَ قَيْسٍ وَبَيْنَنَا، | عَلى كُلّ حالٍ، بِالعَداوَةِ وَالبُعدِ |
وَزَادَهُمُ رَغْماً وَعَضّتْ رِقَابَهُمْ، | بأيْدي تَميمٍ، مُصْلَتَاتٌ من الهِنْدِ |
وَكنتُ إذا مال النُّوكُ سَاقَ قَبِيلَةً | إليّ مَعَ الحَيْنِ المغَيِّبِ للرّشْدِ |
شَدَخَتُ رُؤوسَ النّابحينَ وَحَطّمتْ | جَماجِمَهِمْ مِرْداةُ قَوْمٍ بهِا أرْدي |
أحِينَ أعَاذَتْ بي تَمِيمٌ نِسَاءَهَا، | وَجُرّدتُ تَجرِيدَ اليَماني من الغِمدِ |
وَمَدّتْ بضَبْعَيّ الرَّبَابُ وَدَارِمٌ، | وَعَمْروٌ، وَسَالَتْ من ورَائي بنو سعدِ |
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَاءٌ، كَأنّهُ | دُجَى اللّيْلِ، محمودُ النّكاية وَالرِّفدِ |
وَهَرّتْ كِلابُ الجِنّ مني وَبَصْبصَتْ | بِآذانِهَا مِنْ ضَغْمِ ضِرْغامةٍ وَرْدِ |
تمَنّى ابنُ رَاعي الإبْلِ حَرْبي وَدونَهُ | شَمارِيخُ صعباتٌ تَشُقّ عَلى العَبْدِ |
شَمَارِيخُ لَوْ أنّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا | رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أذَلَّ مِنَ القِرْدِ |
وَمَا زلْتُ مذ كنتُ الخُماسيَّ تُتّقَى | بيَ الحرْبُ والعاوُونَ إذ نبحوا وَحدي |
فَلَوْلا بَنُو مَرْوَانَ والدِّينُ إنّهُمْ | بَنُو أُمّنا كَفّوا الشّديدَ عن الضَّهدِ |
لقد أُنكِحَتْ عِرْساكَ رَاعي مخَاضِنا، | وَبِعناكَ في نَجَرانَ بالحَذَفِ القَهْدِ |
أهِبْ يا ابن رَاعي الإبْل إنّك لمْ تجدْ | أباً لكَ في جَيشٍ يَسِيرُ وَلا وَفْدِ |
إذا خِفتَ أوْ لمْ تَستَطعْ خَوْضَ غمرةٍ | لِقَوْمٍ ذوِي دَرْءٍ لجَأتَ إلى سَعدِ |
فإنْ تَكُ في سَعْدٍ فَأنْتَ لَئِيمُهَا، | وَفي عَامِرٍ مَوْلىً أذَلُّ مِنَ العَبْدِ |
وَإنْ تَسألوا أُذْنَيْ قُتَيْبَةَ تَشْهَدا | لكم وَابنَ عَجلى إذ يُسحَّجُ في البُرْد |
أبَا صَالِحٍ حَيْثُ انْتَقَيْنَا دِمَاغَه | من الرّأسِ عَن ضَاحٍ مَفارِقُهُ جَعدِ |
وَكُنّا إذا القَيْسيُّ نَبّ عَتُودُهُ، | ضرَبناهُ فَوْقَ الأُنثَيينِ على الكَرْدِ |
وَأوْرَثَكَ الرّاعي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً، | وَماطورَةً تحتَ السّوِيّةِ من جِلْدِ |