إن أستطع منك الدنو فإنني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنْ أسْتَطِعْ مِنْكَ الدّنُوّ، فإنّني | سَأدْنُو بِأشْلاءِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ |
إلى خَيرِ أهلِ الأرْض مَن يستغثْ بهِ | يكنْ مثل مَن مرّتْ له طيرُ أسْعُدِ |
وَلَوْ أنّني أسْطِيعُ سَعْياً سَعَيْتُهُ | إلَيْكَ وَأعْنَاقِ الهَدِيّ المُقَلَّدِ |
خَليفَةُ أهْلِ الأرْضِ أصْبَحَ ضَوْءُهُ | بِهِ كانَ يَهدي للهُدى كلَّ مُهْتَدِ |
فَإنّ أمِيرَ المُؤمِنينَ مُحِيطَةٌ | يَداهُ بأهْلِ الأرْضِ من كلّ مرْصَدِ |
فَلَستُ أخافُ النّاسَ ما دُمتَ سالماً | وَلَوْ أجْلَبَ السّاعي عَليّ بحُسّدي |
سَيَأبَى أمِيرُ المُؤمِنينَ بِعَدْلِهِ | على النّاسِ وَالسّبْعَينِ في رَاحة اليدِ |
وَلا ظُلْمَ مَا دامَ الخَليفَةُ قَائِماً، | هِشَامٌ، وَمَا عَنْ أهْلِهِ من مشرَّدِ |
فهَلْ يا بَني مَرْوَانَ تُشفَى صُدورُكم | بِأيْمَانِ صَبرٍ بَادِيَاتٍ وَعُوّدِ |
فَلا رَفَعَتْ، إنْ كنتُ قلتُ التي رَوَوْا، | عَلَيّ رِدائي، حينَ ألْبَسُهُ، يَدِي |
وَنَحْنُ قِيَامٌ حَيْثُ كانَتْ وَطاءَةً | لِرِجْلِ خَلِيلِ الله مِنْ خَيرِ محْتِدِ |
فَلا تَترُكُوا عُذْرِي المُضيءَ بَيَانُهُ، | وَلا تَجعَلُوني في الرّكيّةِ كالرّدي |
وَكَيْفَ أسُبُّ النّهْرَ لله، بَعْدَمَا | تَرَامَى بِدَفّاعٍ مِنَ المَاءِ مُزْبِدِ |
إلى كُلّ أرْضٍ قَادَ دِجْلَةَ خَالدٌ | إلَيْهَا، وَكانَتْ قَبْلَهُ لمْ تُقَوَّدِ |
وَلَيْلَةِ لَيْلٍ قَدْ رَفَعْتُ سَنَاءَهَا | بِآكِلَةٍ للثّاقِبِ المُتَوقِّدِ |
وَدَهماءَ مِغضَابِ على اللّحمِ نبّهَتْ | عُيُوناً عن الأضْيَافِ ليستْ برُقَّدِ |
إذا أُطْعِمَتْ أُمَّ الهَشيمَةِ أرْزَمَتْ، | كَمَا أرْزَمَتْ أُمُّ الحُوَارِ المُجَلَّدِ |
إذا ما سَدَدْنَا بالهَشِيمِ فُرُوجَها، | رَأى كُلُّ سَارٍ ضَوْءها غَيرَ مُخمَدِ |
وَسَارٍ قَتَلْتُ الجُوعَ عَنْهُ بضَرْبَةٍ، | أتَانَا طُرُوقاً، بِالحُسَامِ المُهَنّدِ |
على سَاقِ مِقْحَادٍ جَعَلْنَا عَشَاءَه | شَطائبَ من حُرّ السّنامِ المُسَرْهَدِ |
وَطارِقِ لَيْلٍ قَدْ أتَاني، وَسَاقَهُ | إليّ سَنَا نَارِي وَكَلْبٍ مُعَوَّدِ |
وَمُسْتَنْبِحٍ أوْقَدْتُ نَارِي لصَوْتِهِ، | بِلا قَمَرٍ يَسْرِي وَلا ضَوْءِ فَرْقَدِ |
وَنَارٍ رَفَعناها لمَنْ يَبتَغي القِرَى، | عَلى مُشْرِفٍ فَوْقَ الجَراثيمِ موقَدِ |