على الحي سرنا عنهم وأقاموا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
على الحَيّ، سرْنا عَنهُمُ وأقَامُوا، | سَلامٌ، وَهل يُدني البعَيدَ سَلامُ |
إذا ما تَدَانَيْنَا، فأنْتِ عَلاَقَةٌ، | وإمّا تَبَاعَدْنا، فأنتِ غَرَامُ |
أرَى النّاسَ في جَوٍّ تحُلّينَ غيرَهُ، | وَلي منهُمُ بُرْءٌ، وَمنكِ سَقامُ |
يَُكلُفَنِي حُبّيكِ أنْ أتبَعَ الهَوَى | يُضِلُّ، وَآتي الأمْرَ، فيهِ مَلامُ |
وَما انفَكّ داعي البَينِ حتى تَزَايَلَتْ | قِبَابٌ بَنَاهَا حاضِرٌ، وَخِيَامُ |
عَشِيّةَ ما بي عن شَبيثٍ تَرَحّلٌ، | فأمضي، ولا لي في شَبيثَ مَقَامُ |
فَمَا نَلْتَقي إلاّ على حُلمِ هاجِدٍ، | يُحِلُّ لَنَا جَدْوَاكِ، وَهْيَ حرَامُ |
إذا ما تبَاذَلْنَا النّفائِسَ خِلْتَنَا، | منَ الجِدّ، أيقاظاً، وَنحنُ نِيامُ |
يُرَاقِبُ صَوْلَ الوَغْدِ، حينَ يهزُّهُ اقـ | ـتِدَارٌ، وَصَوْلَ الحرّ حينَ يُضَامُ |
وأعلَمُ ما كلُّ الرّجالِ مُشَيَّعٌ، | ولا كلُّ أسيافِ الرّجالِ حُسامُ |
أدِينُ بألاَّ تُستَحَلّ أمَانَةٌ | لحُرٍّ، وأَلاَّ يُسْتَبَاحَ ذِمَام |
وأترُكُ عِرْضَ المَرْءِ، لَوْ شِئْتُ كان لي | وَلِلذّمّ فيهِ مَسرَحٌ، وَمَسَامُ |
وَكَيفَ أذُودُ الخَسْفَ عَمّنْ تطُولُهُ | يَدي، وأُسامُ الخَسفَ حينَ أُسامُ؟ |
فتَالله أرْضَى في العِرَاقِ إقَامَةً، | وَفي الأرْضِ للسّفرِ المُغِذّ شَآمُ |
شَذاتيَ منْ نَحوِ الصّديقِ كليلةُ الـ | ـمَدَى، وزِيَارَاتي الصّديقَ لِمَامُ |
وَلَستُ بغاشِي القَوْمِ، إلاّ ذُؤَابَةً، | وَلاَ بابُهُمْ إلاّ عَلَيْهِ زِحَامُ |
وأزهَرَ وَضّاحِ العَشيّاتِ، لايَني | من البِشْرِ يَنأى عن ذُرَاهُ قَتامُ |
متى جِئْتَهُ عَنْ مَوْعِدٍ، أو فجاءََهً، | تَهَلّلَ بَدْرٌ، واستَهَلّ غَمَامُ |
تُحَدّثُنا كَفّاهُ، والمَحلُ راهنٌ، | عن الأرْضِ تَكلا، والسّماءِ تُغامُ |
أقولُ لِيَعقُوبَ بنِ أحمَدَ والنّدى | يَرُومُ بهِ العَوْصَاءَ، لَيسَ تُرَامُ |
تكاليفُ فِعلٍ لَوْ علاَ الأرْضِ ثِقلُهُ، | شَكا يَذبُلٌ ما نَابَهُ وَشَمَامُ |
لأَظْلَمَ ما بَيْني وَبَيْنَكَ مُضْحياً، | وَللظّلمِ، بينَ الخِلّتينِ، ظَلامُ |
أأذْكُرُ أيّامَ المُصَافَاةِ، بَعدَمَا | تَجَرّمَ عامٌ بَعدَهُنّ، وَعَامُ |
نَدِمْتُ على أمرٍ مَضَى لمْ يُشِرْ بِهِ | نَصِيحٌ، وَلَمْ يَجمَعْ قُوَاهُ نِظامُ |
وَقد خَبّرُوا أنّ النّدَامَةَ تَوْبَةٌ، | يُصَلّى بهَا أنْ تُقْتَنى، وَيُصَامُ |
وأنّ جُحُودي سوءُ ظَنٍّ بمُنْعِمٍ، | وَعَدّي مَعاذِيريِ عَلَيْهِ خِصَامُ |
وَقَدْ شَمَلَتْ بِشراً لأوْسٍ صَنيعَةٌ، | بمَا أُمِرَتْ سُعْدَى، وَوُرّثَ لامُ |
فإنْ تَمتَثِلْهَا، فالمَكَارِمُ خِطّةٌ، | لَكُم تابعٌ، في نَهجِهَا، وإمامُ |
وَلَوْ شِئتُمُ أنْ تَستَثِيرُوا استَثَرْتُمُ | عِجَالاً، وَلَكِنّ الكِرَامَ كِرَامُ |
يَكُرُّ عَليّ اللّوْمُ فيكُمْ، ولابسٌ | منَ اللّوْمِ مَن لا يَستَفِيقُ، يُلامُ |
تُجَرِّحُ أقْوَالُ الوُشَاةِ فَرِيصَتي، | وأكثرُ أقْوَالِ الوُشَاةِ سِهَامُ |
تَرَى ألسُناً أُصْمِتْنَ بالعَيّ، إنْ هَفا | بيَ الرّأيُ، مَصْنُوعاً لهنّ كَلامُ |
لَعَلّ غَيَابَاتِ السُخَائِمِ تَنْجَلي، | وَمُعْوَجّ ما تُخفي الصّدورُ يُقامُ |
وَلَمّا نَبَتْ بي الأرْضُ عُدتُ إليكُمُ، | أمُتُّ بحَبلِ الوِدّ، وَهوَ رِمَامُ |
وَقد يُهتدى بالنّجمِ يُشكلُ سَمتُه، | وَيُرْوَى بماءِ الجَفْرِ، وَهْوَ ذِمَامُ |
وَما كلّ ما بُلّغتُمُ صِدْقُ قائِلٍ، | وَفي البَعْضِ إزْرَاءٌ عَلَيّ وَذامُ |
وَلاَ عُذْرَ إلاّ أنّ بَدْءَ إسَاءَةٍ، | لهَا مِنْ زِيَادَاتِ الوُشَاةِ تَمَامُ |