عست دمن بالأبرقين خوال
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عَسَتْ دِمَنٌ بِالأَبْرَقَيْنِ خَوَالِ | تَرْدُّ سَلاَمِي أَوْ تُجِيبُ سُؤَالي |
إِذا مَا تَأَيَّا الرَّكْبُ فِيهَا تَبَيَّنُوا | ضَمَانَةَ مَتْبُولٍ وَصِحَّةَ سَالِ |
خَلِيليَّ ،مَا لِلرَّامِسَاتِ وما لَها | ومَا لِلشَّحُونِ المُبْرِحَاتِ ومَا لي |
صَبَا بَعْدَ مَا خَلَّى لِدَاتِي عَنِ الصِّبا | ونَفَّر وَحْشَ البِيضِ شَيْبُ قَذَالِي |
وَتَرْتُ الهَوى إِلاَّ لَجَاجَ مُعَذِّلٍ | ومُعْطِي الهَوَى إِلاَّ طُرُوقَ خَيَالِ |
وَإِنّي وذَاتَ الخالِ فِي حَالِ مُغْرَمٍ | يَزِيدُ غَرَاماً مِنْ جَوَانِحِ خَالِ |
وَلوْ ثَابَ لي رأَيٌ لَكانَتْ صَريمَةٌ | أُوَامِقُ مُخْتَاراً بِهَا وأُقَالِي |
أَبَتْ أَن تُبَقِّي رَغْبةً عِتْدَ صَاحِبي | لَيالٍ يُريني الدَّهْرُ بَعْدَ لَيَالِ |
وَذِي مَلَّةٍ أَوشَكْتُ عَنْهُ تَرحُّلِي | فَلَمْ يُحْذِهِ الدَّهْرُ الطَّوِيلُ مِثَالِي |
وَأَكْثَرُ فِتْيَانِ الزَّمانِ أرَاذِلٌ | مَوَازِينُهُمْ في السَّرْوِ غَيْرُ ثِقَالِ |
إِذا كُلِّفُوا لِلْمجْدِ حَسْوَةَ طَائِرٍ | أَطَالُوا الوَنى مِنْ سَأْمَةٍ وكَلاَلِ |
ومَا آفتيِ فِي خَلَّتي وبدُوِّها | سِوى خُلَلِ لَمْ تُعْطَ فَضُلَ خِلاَلِ |
تَوَاكَلنِي الإِخْوانُ حَتَّى تَضَعْضَعَتْ | قُوايَ وخَافَ المُشْفِقُون وِكالي |
ومَا زَالَ خَذْلُ الدَّهْرِ حتَّى تَوَقَّعَتْ | يَمِيني غَدَاةَ النَّصْرِ خَذْلَ شِمالي |
عَلَى أَنَّ لي سُلْطانَ رُغْبٍ ورَهْبَةٍ | أَصُولُ بهِ في العِزِّ كُلَّ مَصَالِ |
وأَغْفَلَ صَرْفُ الدَّهْرِ عِنْدِي سَوَائِراً | لِوَضْعِ مُعَادٍ أَو لِرَفْعِ مُوالِ |
يُغالي بهَا ذُو الطَّوْلِ وَهي رَخِيصةٌ، | ويُرخِصُها ذُو النَّقْصِ وَهْيَ غَوالِ |
مَتَى أَعْتَصِمْ فِي آلِ مُرٍّ أَجِدْهُمُ | حُصُوني كَفَتْ كَيْدَ العِدى وجِبَالي |
وَقَفْنَا النُّفُوسَ مَنْ رَجاءِ ابنِ مُسْلِمٍ | عَلَى الدِّيمَتَيْنِ مِنْ جَداً ونَوالِ |
فَتَى العَربِ المُغْرى بِتثْبيتِ عِزِّها | وقَدْ أَذِنَتْ أَركَانُهُ بِزوالِ |
لَهُ جَوْهَرٌ في الجُودِ يُبْدِيهِ بِشْرُهُ | كَذا السَّيفُ يبدُو أَثْرُهُ بِصقَال |
قَريبُ المَدَى حَتَّى يكُونَ إِلى النَّدى، | عَدُوُّ البُنَى حَتَّى تكُونَ مَعَالي |
ومَا تَرَكَ استِحْقاقُهُ دُونَ حَظّهِ | وإِنْ نالَ أَعْلى مُرتَقًى ومَنَالِ |
مِنْ القَومِ مرْجُوٌّ لِما الغَيْثُ دُونَهُ، | وفي القَوْمِ مَنْ لا يُرْتَجَى لِبِلالِ |
اَشَدُّهُمُ لِلحَرْبِ إِتقانَ عُدَّةٍ، | وأَثْقَبُهُمْ فِيها اشْتِغالَ ذُبالِ |
كَرَادِيسُ خَيْلٍ بَعْدَ خَيْلٍ تَؤُمُّها | عَوالٍ تَسُومُ الطَّعْنَ بَعْدَ عَوَالِ |
قَطَعْنَ عَلَى النَّهْرينِ كُلَّ قَرينَةٍ، | وجُلْنَ على النَّهْريْنِ كُلَّ مَجَالِ |
ونَقَّبنَ عَنْ جَنْبَيْ هَرَاةَ تَحَرِّياً | لِقَتْلٍ على أَبْوَابِها وقِتَالِ |
وعجَّلْنَ قَتْلَ النَّازِكِيِّ بِضَرْبَةِ | أَرَتْهُ المَنَايا وهْيَ جِدُّ عِجَالِ |
وأَبْدَى الخُجُسْتَانيُّ أَمْراً تَكَشَّفَتْ | عَواقِبُهُ عَنْ عِبْرَةٍ ونَكَالِ |
فُتُوحٌ عَلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُبْقِ مُبْتَغىً | لِشَرِّ ،وَلاَ مُسْتَنْهِضاً لِضَلاَلِ |
لَقِينَاكَ يَوْمَ البَأْسِ رِئْبَالَ غَابةٍ | وشِمْنَاكَ يَوْم الجُودِ بَارِقَ خَالِ |
كَفَاك بَشِيرٌ ما كَفَاك ،وقَدْ تَرَى | مكان أَدَانِي أُسْرةٍ ومَوَالِ |
يَغُضّون عَنْهُ السَّعْيَ لا يَبْلُغُونَهُ | بِقَوْلٍ إِذا أَجْرَوْا وَلا بِفعالِ |
رِضَاكَ مِنْ اسْتِعْلاَء رَأْيٍ وحُجَّةٍ | وإِخْلاَصِ نُصْحٍ دُونَ غَيْرِكَ غالِ |
يَرَى خَيْرَ حَظَّيْهِ الَّذي بَانَ عائِداً | عَلَيْكَ بهِ مِنْ زِينَةٍ وجَمالِ |
فَإِنْ تتَقدَّمْ مِنْكَ فيهِ عُقُوبَةٌ | فإِنَّكَ قَدْ أَعْقَبْتَها بِنَوالِ |
وشرَّفْتَهُ حتَّى عَلاَ النَّجْمَ قَدْرُهُ | بأَوْسَعِ جاهٍ يُستَعَارُ وَمالِ |
أَبا طَاَحةَ اسْتَعْلتْ يَداكَ ولَمْ تَزَلْ | تُعانُ بِحَدٍّ في حُروبِك عَالِ |
فَمَا اخْتَاركَ السُّلْطانُ إِلاَّ اسْتِنامةً | إِلى رَجُلِ يُغْنِي غَنَاءَ رِجالِ |
وَوَلاَّكَ عَنْ عِلْمٍ بِأَنَّكَ دُونًهُمْ | وَليٌّ لِتِلْكَ المَكْرُماتِ وَوَالِ |
غَدَاةَ تَوَرَّدْتَ العَلاَءَ فَمَا عَلاَ | بِجَدٍّ عَلَى ذَاكَ التَّوَرُّدِ عالِ |
وَقَدْ حَشَدتْ حَوْْل المَراغَةِ مُدَّةً | لِقَتْل عَلَى أَبْوَابِها وقِتَالِ |
وَمَا تَرَكَتْ في أَرْدَبِيلَ لُبَانَةً | لِطُلاَّبِ ذَحْلٍ في الدِّمَاءِ نِهَالِ |
ويُبْهِجُني أَلاَّ تُخِلَّ بِثَرْوَةٍ | ومَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ مَالَكَ مَالِي |