أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرى القلبَ أمسى بالأوانسِ مولعاً | وإنْ كَان مِنْ عَهْدِ الصِّبا قَدْ تَمَتَّعَا |
ولما سرى الهم الغربي قريتهُ | قَرِى مَنْ أزالَ الشَّكَّ عَنْهُ وأزْمَعَا |
عزمتُ فعجلتُ الرحيل ولمْ أكنْ | كَذي لَوْثَة ِ لاَ يُطْلِعُ الهَمَّ مَطْلَعَا |
فَأمَّتْ رِكَابي أرْضَ مَعْنٍ ولم تَزَلْ | إلى أرضِ معنٍ حيثما كانَ نزعا |
نجائبُ لولاَ أنها سخرتْ لنا | أبَتْ عِزَّة ً مِنْ جَهْلَها أنْ تُوزَّعا |
كسونا رحال الميس منها غوارباً | تَدَارَكَ فيها النَّيُّ صَيْفاً ومَرْبَعاً |
فما بلغتْ صنعاء حتى تواضعتْ | ذراها وزال الجهل عنها وأقلعا |
وما الغيثُ إذ عم البلادَ بصوبهِ | على الناس منْ معروفِ معنٍ بأوسعا |
تَدَارَكَ مَعْنٌ قُبَّة َ الدِّينِ بَعْدَما | خَشِينَا عَلَى أوْتَادِها أنْ تُنَزَّعَا |
أقام على الثغر المخوفِ وهاشمٌ | تَسَاقَى سِمَاماً بالأسِنَّة ِ مُنْقَعَا |
مقامَ امرئ يأبى سوى الخطه دنية ً | بها العارَ أبقى والحفيظة َ ضيعا |
وَمَا أحْجَمَ الأعْداءُ عَنْكَ بَقِيَّة ً | عليكَ ولكنْ امْ يروا فيكَ مطعما |
رأوْا مُخدِراً قَدْ جَرَّبُوهُ وَعايَنُوا | لدى غيله منهم مجرا ومصرعاً |
إذا عَجَمْتُهُ الحَرْبُ لَمْ تُوهِ عَظْمَهُ | وفل شبا منها فأسرعا |
وَلَيْسَ بِثَانِيه إذا شَدَّ أنْ يَرَى | لدى نحره زرقَ الأسنة ِ شرعا |
لهُ راحتان الحتف والغيثُ فيهما | أبَى الله إلاَّ أنْ تَضُرَّ وَتَنْفَعَا |
لَقَدْ دوَّخَ الأعْدَاءَ مَعْنٌ فأصْبَحُوا | وامنعهم لا يدفع الذل مدفعا |
نجيبُ مناجيبٍ وسيدُ سادة ٍ | ذُرَا المَجْدِ مِنْ فَرْعَى نِزَارٍ تَفَرَّعَا |
فَبَانَتْ خِصالُ الخَيْرِ فيه وأُكْمِلَتْ | وما كملت خمس سنوه وأربعا |
لقد أصبحت في كل شرق ومغرب | بسيفك أعناق المربين خضعا |
وطئت خدود الحضرميين وطأة | لها هُدَّ رُكْنَا عِزِّهِمْ فَتَضَعْضَعَا |
فأقْعَوْا عَلى الأذْبابِ إقْعَاءَ مَعْشَرٍ | يَرَوْنَ لُزُومَ السِّلْمِ أبْقَى وأوْدَعَا |
فلو مدتِ الأيدي إلى الحربِ كلها | لكفوا وما مدوا إلى الحرب إصبعا |
رأيت رجالاً يوم مكة أجلبوا | عَلَيْكَ فَرامُوا مِنْكَ طَوْداً مُمَنَّعَا |
غَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أنْ كُنْتَ مِنْهُمُ | أعَفَّ وأعْطَى للجَزيلِ وأشّجَعَا |
فأصبحت كالعضب الحسام وأصبحوا | عَبادِيدَ شَتَّى شَمْلُهُمْ قَدْ تَصَدَّعَا |
أخَذْتُ بِحَبْلٍ مِنْ حِبَالك مُحصَدٍ | متينٍ أبتْ منهُ القوى أنْتقطعا |