يا للرِّجالِ لنظرة ٍ سفكتْ دما
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
يا للرِّجالِ لنظرة ٍ سفكتْ دما | وَلِحَادِثٍ لَمْ أَلْقَهُ مُسْتَلْئِما |
وَأَرَى السِّهَامَ تُؤُمُّ مَنْ يُرْمى بِها | فعلامَ سهمُ اللَّحظِ يصمي منْ رما |
يَا آمِرِي بِتَجَلُّدٍ لَمْ أُعْطَهُ | ما نمَّ دمعي بالجوى حتّى نما |
وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِدِارِ زَيْنَبَ مَوْهِناً | وَالوَجْدُ يَأْبَى أَنْ أَقُولَ فَأُفْهِما |
مستخبراً عنها فلمْ أرَ معلماً | منها بأخبارِ الأحبَّة ِ معلما |
أبكي ويمنعني تناسي ما مضى | ما يمنعُ الأطلالَ أنْ تتكلَّما |
فعذلتُ قلبيَ إذْ أطاعَ غرامهُ | وَعَصى التَّسَلِّيَ بَعْدَهَا وَاللُّوَّما |
وَاللَّوْمُ مِثْلُ الرِّيحِ يَذْهَبُ ضَلَّة ً | وَيَزِيدُ نِيرَانَ الْمُحِبِّ تَضَرُّما |
وخطيطة ٍ ضنَّ الغمامُ بريِّها | خلفتها خلفي وسرتُ ميمِّما |
أَرْضاً إِذَا ما التُّرْبُ أَجْدَبَ أَخْضَبَتْ | بندى ً إذا ما الغيثُ أنجمَ أثجما |
يَلْقى بِها الرُّوَّادُ رَوْضاً مُزْهِراً | وَيُصَادِفُ الوُرَّادُ حَوْضاً مُفْعَما |
وَتَرى بِها أُمُّ الْمُدَامَة ِ عَاقِراً | أبداً وأمَّ الحمدِ حبلى متئما |
أَضْحَتْ بِإِحْسَانِ الْمُظَفَّرِ كَعْبَة ً | لِلطَّالِبِيِنَ وَلِلْمَكارِمِ مَوْسِما |
مَلِكٌ إِذَا سُئِلَ الرَّغَائِبَ وَاللُّهى | أَعْطى وَإِنْ لاَقى الْكَتَائِبَ أَقْدَما |
يُرْبِي عَلَى الْقَدَرِ الْمُتَاحِ إِذَا سَطَا | ويجاودُ الجودَ السَّحاحَ إذا هما |
أَوْفى مِنَ الشَّمْسِ الْمُنِيرَة ِ بَهْجَة ً | وأشفُّ منزلة ً وأبعدُ مرتما |
مَنَعَ اللَّيالِيَ أَنْ تَبِيتَ مَوَانِعاً | ما رامَ أوْ مستبذلاتٍ ما حما |
يأبى الغواني والغناءَ وينتشي | طَرَباً إِذَا كَانَ الصَّلِيلُ تَرَنُّما |
هممٌ علونَ على السِّماكِ وإنَّما | بِالْجُودِ وَالإِقْدَامِ يَسْمُو مَنْ سَما |
ومناقبٌ أعيا الأعادي كتمها | والشَّمسُ أظهرُ أنْ تسرَّ وتُكتما |
ومواهبٌ راجي جداها لمْ يخبْ | مِنْهُ وَرَاضِعُ دَرِّهَا لَنْ يُفْطَما |
غَدَتِ الْجُيُوشُ غَزِيرَة ً بِأَمِيْرِهَا | وَالدَّهْرُ مَحْمُوداً وَكانَ مُذَمَّما |
وَالأَمْنُ جَمّاً وَالرَّجاءُ مُصَدَّقاً | والحقُّ أبلجَ والهدى مستعصما |
للهِ درُّكَ في طغاة ِ قبائلٍ | أَنْصَفْتَ مِنْهَا الدِّينَ حِينَ تَظَلَّمَا |
فَلَكَمْ جنَيتَ أَذى ً حَسَمْتَ بِهِ أَذَى ً | ولكَمْ سفكتَ دماً حقنتَ بهِ دما |
لمَّا أزرتَهُمْ الظُّبى مصقولة ً | وَالْخَيْلَ قُبّاً وَالْوَشِيجَ مُقَوَّما |
ظَنُّوكَ مَنْ لاَقَوْا فَحِينَ قَرَعْتَهُمْ | صَارُوا وَقَدْ كَانُوا حَدِيداً حَنتَما |
قَهَرُوا الْوَرى زَمَناً فَمُذْ حَارَبْتَهُمْ | طمَّ الأتيُّ عليهمُ لمَّا طما |
وهمُ حماة ُ الرَّوعِ إلاَّ أنَّهمْ | فَرُّوا لَعَمْرُكَ حِينَ فَرُّوا الأَرْقَما |
ثمَّ انثنيتَ إلى سرايا طيِّءٍ | تَقْتَادُ أَرْعَنَ كَالْخِضَمِّ عَرَمْرَما |
مُتَنَائِيَ الأَقْطَارِ زَادَ قَتَامُهُ | فغدا بهِ وجهُ النَّهارِ ملثَّما |
تَبْدُو بَوَارِقُهُ فَتَحْسَبُ ضَوءَها | بَرْقاً تَأَلَّقَ فِي سَحَابٍ أَظْلَما |
وَتَخَالُ نَقْعَ الأَعْوَجِيَّة ِ دُونَهُ | ستراً بلمعِ القعضبيَّة ِ معلما |
حَتّى إِذَا أَنْشَيْتَهُمْ بِسُلافَة ٍ | وَالْحَيْنُ يَعْجَبُ مِنْهُمُ مُتَبَسِّما |
ظَنُّوا الطَّلائِعَ كُلَّ مَنْ يَأْتِيهِمُ | فَتَثَبَّتُوا لِلدَّاءِ حَتّى اسْتَحْكَما |
لَمَّا أَتَيْتَ فَكُنْتَ رِيحاً عَاصِفاً | تُلْوِي بِمَا لاَقَتْ وَكَانُوا خَشْرَما |
لَمْ تَلْقَ إِلاَّ عَارِياً سَبَقَتْ بِهِ | روعاءُ أوْ مستلئماً مستسلما |
والعزُّ حيثُ ترى الدِّماءَ مراقة ً | تروي الثَّرى والسَّمهريَّ محطَّما |
والوهدُ أدوَنُ أنْ ينالَ متالعاً | والذِّئبُ أهونُ أنْ يروعَ الضَّيغما |
مَلَكُوا فَجَارُوا فِي الْقَضَايَا وَاعْتَدَوْا | وَعَدَلْتَ فِيْهِمْ إِذْ غَدَوْتَ مُحَكَّما |
فَمَنَحْتَهُمْ جَبَلَيْ أَبِيهِمْ إِرْثَهُمْ | عَنْهُ وَسَاءا مَنْزِلاً وَمُخَيَّما |
فَهُمُ بِبِيدٍ يَصْطَلُونَ بِمَا جَنَوْا | فيها إذا حميَ الهجيرُ جهنَّما |
منْ سائرِ الطُّرداءِ أبعدُ مشرباً | وأرثُّ أطماراً وأخبثُ مطعما |
وَحَرَمْتَهُمْ طِيبَ الْكَرى حَتّى لَقَدْ | ظَنُّوا الرُّقادَ عَلَى الْجُفُونِ مُحَرَّما |
عَمْرِي لَقَدْ وَجَدُوا اصْطِنَاعَكَ سَالِفاً | أرياً وقدْ وجدوا اجتياحكَ علقما |
فَرَأَوْكَ عِنْدَ السِّلْمِ بَحْرَ مَوَاهِبٍ | يُغْنِي وَفِي الْهَيْجاءِ عَضْباً مِخْذَما |
وَرَجَعْتَ تَنْظُرُ فِي الْبِلادِ بِرَأْيِ ذِي | عزمٍ يردُّ المشرفيَّ مثلَّما |
حصَّنتَ شاسعها برأيٍ لوْ حمى | بدرَ السَّماءِ عنِ النَّواظرِ لاحتما |
وَعَمَرْتَ غَامِرَها بِجِدٍّ لَمْ يَزَلْ | يأبى لما تبنيهِ أنْ يتهدَّما |
أَنّى يُشَارِكُكَ الوَرى في رُتْبَة ٍ | أدلجتْ تطلبها وباتوا نوَّما |
حمَّلتَ نفسكَ غيرَ مكترثٍ بهِ | أمراً يؤودُ يرمرماً ويلملما |
فبغتْ مطالعكَ الملوكُ فقصَّرتْ | ورأى وقائعكَ الزَّمانُ فأحجما |
مهلاً فما أبقى نزالكَ خائفاً | خطباً ولاَ أبقى نوالكَ معدما |
لاَ تُكْذَبَنَّ فَمَا أَمَامَكَ غَايَة ٌ | فانظرْ مليّاً هلْ ترى متقدَّما |
نَاهِيكَ مِنْ كَرَمٍ يَفُوقُ بِهِ الْحَيَا | سَبْقاً وَمِنْ بَأْسٍ يَفْوتُ الأَنْجُما |
وَعَزَائِمٍ حَشَتِ الْقُلُوبَ أَسِنَّة ً | مثلَ الخناجرَ والخناجرَ أسهما |
فَقَضَتْ لِذِكْرِكَ أَنْ يَسِيرَ مُفَوَّزَاً | وقضتْ لذكركَ أنْ يجلَّ ويعظما |
يَهْنِي الْخِلاَفَة َ أَنَّ عُدَّتَها شَجى | حلقِ العدوِّ وسيفها لنْ يكهما |
وليهنكَ العيدُ السَّعيدُ مضاعفاً | لَكَ أَجْرَ مَنْ صَلّى وَصَامَ وَأَحْرَما |
إنِّي لأشعرُ منْ رأيتَ وإنَّني | أَصْبَحْتُ عَنْ إِدْرَاكِ وَصْفِكَ مُفْحَما |
وَلَقَدْ أَرَحْتُ الْخَيْلَ نَحْوَكَ ضُمَّراً | وَالْعِيسَ يَحْمِلْنَ الْقَرِيضَ الْمُحْكَما |
يَحْمِلْنَ مِنْهُ مُفَصَّلاً وَمُنَظَّما | ومحبَّراً وموشَّحاً ومسهَّما |
مدحٌ كزهرِ الرَّوضِ إلاَّ أنَّهُ | يَبْقى إِذَا زَهْرُ الرِّياضِ تَصَرَّما |
إنِّي كتمتُ الشِّعرَ في طيِّ المنى | فعلَ امرئٍ لمْ يرضَ ما دونَ السَّما |
لا أسألُ الرَّحمنَ حظّاً فوقَ ما | أَعْطى فَقَدْ أَوْلى الْجَمِيلَ وَأَنْعَما |
حسبي امتداحكَ رتبة ً ونباهة ً | وَذَرَاكَ مُعْتَصَماً وَقُرْبُكَ مَغْنَما |