هواكمْ وَإنْ لمْ تسعفونا وَلمْ تجدوا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
هواكمْ وَإنْ لمْ تسعفونا وَلمْ تجدوا | على ما عهدتمْ وَالنوى لمْ تحنْ بعدُ |
وَفينا وَلمْ نسمعْ مقالة َ قائلٍ : | إِذَا ظَلَمَ الْمَفْقودُ لَمْ يُؤْلِمِ الْفَقْدُ |
وَحَكَّمَكُمْ فِينا الْغَرَامُ فَجُرْتُمُ | وَكَمْ حَكَمَ الْمَوْلى بِما كَرِهَ الْعَبْدُ |
غرامٌ كما شاءَ التغربُ وَالنوى | وَسقمٌ كما تهوى القطيعة ُ وَالصدُّ |
بَلَغْتُمْ مِنَ الإْعْرَاضِ والْهَجْرِ وَالْقِلى | مدى لمْ يزدْ فيهِ التفلاقُ وَالبعدُ |
فإنْ نشدا العذريُّ في الحيَّ عنسهُ | نَشَدْتُ كَرى ً ما لِلْجُفُونِ بِهِ عَهْدُ |
وَيا حبذا ريحٌ على َ ما تحملتْ | تروحُ برياكمْ منَ الشامِ أوْ تغدو |
تهيجُ أشواقاً وَتنقعُ غلة ً | فَفِيها الضَّنى وَالْبُرءُ وَالصَّابُ وَالشَّهْدُ |
وَربعٌ بمقرىى العقيقُ وَلاَ اللوى | وَوَرْدٌ بِسَطْرى لاَ الْعَرَارُ وَلاَ الْمَرْدُ |
وَحالِيَة ٍ بِالْحُسْنِ خالِبَة ٍ بِهِ | تَعَرُّضُها هَزْلٌ وَإِعْرَاضُها جِدُّ |
هِلاَلِيَّة ٍ في أَصْلِها وَمَرَامِها | حمتها ظبى ً هندية ٌ وقناً ملدُ |
عشية َ لمْ نعطَ الغراءَ بموقفٍ | لَكُمْ مَقْصَدٌ مِنْ بًعْدِهِ وَلَنا قَصْدُ |
بَكَيْنا فَأَضْحَكْنا الْحَسُودَ وَزَادَنا | بُكاءً هَديرُ الْبُزْلِ وَالرَّكْبُ قَدْ جَدُّوا |
نريكمْ بكاءَ السحب وَالبرقُ ضاحكٌ | وَإِضْعافَها التَّهْطال إِنْ قَهْقَهَ الرَّعْدُ |
فَلاَ تُظْهِرُوا سُخْطاً إِذَا لَمْ يَكُنْ رِضى ً | وَلاَ تكثروا ذماً إذا لمْ يكنْ حمدُ |
وَلاَ تنكروا فالدهرُ مدنٍ وَمبعدٌ | حوادثَ فيها ضاقَ بالصارمِ الغمدُ |
قَطَعْتُ مِنَ النيلِ الزَّهِيدِ عَلاَئِقِي | فَلِي أَبَداً فِيهِ وَفِي أَهْلِهِ زُهْدُ |
وِيَمَّمْتُ فَخْرَ الدَّوْلَة ِ الْوَاهِبَ الْغِنى | وَشيكاً وَفي أثنائهِ العزُّ وَالمجدُ |
فَاسْرَفَ فِي إِنْعامِهِ مُتَبَرِّعاً | كريمَ النجارِ مالهُ في الورى ندُّ |
بهِ يحسنُ الإسرافُ لاَ بي وَ بالمنى | وَيقبحُ بي معْ فعلهِ لاَبهِ الجحدُ |
وَكيفَ وَقدْ شاعتْ وَسارتْ غرائبٌ | يُكَرَّمُ مَنْ يَشْدُو بِهِنَّ وَمَنْ يَحْدُو |
وَيبقى على الأحسابِ منها مياسمٌ | وَتَنْفَعُ إِذْ لاَ يَنْفَعُ الْمالُ وَالْوُلْدُ |
وَتحملها هوجُ الرياحِ مغذة ً | إلى كلَّ أرضٍ قصرتْ دونها البردُ |
على أنها دونَ الذي يستحقهُ | وَإِنْ طالَتِ الأْقْوَالُ واسْتُفْرِغَ الْجَهْدُ |
أحاطَ بها علماً وَأثنى ثوابها | عَليمٌ كَرِيمٌ عِنْدَهُ النَّقْدُ وَالنَّقْدُ |
سَرِيعٌ إِلى الإْقْدَامِ وَالْجُودِ ما لَهُ | إذا عرضا إلاَّ اهتبا لهما وَكدُ |
فَما يَسْبِقُ الْعَدْوى عَلَى ذِي جِنايَة ٍ | وَعِيدٌ وَلاَ الْجَدْوى وَإِنْ لَمْ يُسَلْ وَعْدُ |
وَأروعَ تصبيهِ المكارمُ وَالعلى | إِذَا غَيْرُهُ أَصْبَتْهُ زَيْنَبُ أَوْ هِنْدُ |
هوى ً لمْ يحلْ دونَ المروءة ِ في الصبى | وَلاَ حلَّ في عصرِ المشيبِ لهُ عقدُ |
لها عاذلوهُ في اللهى عنْ ملامهِ | فعذلهمُ جزرٌ وَأنعمهُ مدُّ |
فهلْ قالتِ الآمالُ زاجرة ً لهمْ | وَساخِرَة ً وَالْحَقُّ لَيْسَ لَهُ رَدُّ |
«أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لاَ أَبا لِأَبِيكُمُ | منَ اللومِ أوْ سدُّوا المكانَ الذي سدوا " |
إِذَا رَامَ ذُو حَدٍّ وَجَدٍّ مَرَامَهُ | نبا صارمٌ في كفهِ وَكبا زندُ |
نَدى ً بَعْضُهُ أَغْنى الْعُفاة َ وَبَعْضُهُ | إلى كلَّ أرضٍ لمْ يفدْ أهلها وفدُ |
وَفِكْرٌ يُرِيهِ الأمْرَ أَبْلَجَ وَاضِحاً | وَمنْ دونهِ ليلٌ منَ الغيبِ مسودُّ |
وَعزمٌ لهُ حدٌّ لدى الروعِ ما نبا | يُجاوِرُهُ الْجُودُ الَّذي ما لَهُ حَدُّ |
فَلَوْ سَبَقا لَمْ تَفْتَخِرْ بِکبْنِ مامَة ٍ | غيادٌ وَلمْ تذكرْ مهلبها الأزدُ |
فلاَ يضعِ الباغي مداهُ عناءهُ | فَأُخْرَاهُ إِكْدَاءٌ وَأَوَّلُهُ كَدُّ |
ألستَ ابنَ منْ ردَّ الخطوبَ كليلة ً | وَلولاهُ لمْ تقلعْ نوائبها الربدُ |
حوادثُ مادَ الشامُ فيها بكلَّ منْ | بِهِ وَدِمَشْقٌ دُونَ بُلْدَانِهِ مَهْدُ |
وَإنْ شدتَ للبيتِ الذي أنتَ فخرهُ | مَناقِبَ يَسْتَعْلِي بِها الأْبُ وَالْجَدُّ |
أمامَكَ جاؤُوا فِي الزَّمانِ وَإِنَّهُمْ | وراءكَ في الإفصالِ وَ الفضلِ إنْ عدوا |
تفرقَ فيهمْ سؤددٌ فجمعتهُ | وَزِدْتَ كَما أَربى عَلَى الْخَبَبِ الشَّدُّ |
كذلكَ أنوارُ النجومِ خفية ٌ | إذا ما جلاَ أنوارهُ القمرُ الفردُ |
وَإنَّ أديمَ الأرضِ لاَ شكَّ واحدٌ | وَما يستوي فيها الشواهقُ وَالوهدُ |
عَلَى أَنَّهُمْ طالُوا الْكِرَامَ الأْلى حَوَوْا | مناقبَ لا يحصى لها وَلهمْ عدُّ |
وَقدْ فخرتْ قدماً تميمٌ بدارمٍ | على أنها قلٌّ وَإنْ كثرتْ سعدُ |
غيوثُ ندى ً تعدي على المحلِ كلما | عدا وليوثٌ وَالجيادُ بهمْ تعدو |
وَكمْ أطرقوا بعدَ المواهبِ حشمة ً | وَكمْ طرقوا بابَ الثناءِ فما ردوا |
فَهُمْ فَضَلُوا مَنْ عارَضُوا بِفَضائِلٍ | عيونُ الورى عنْ طرقها أبداً رمدُ |
إِذَا أُفْحِمُوا قالُوا وَإِنْ خَنَعُوا نَخَوْا | وَإنْ بخلوا جادوا وَإنْ هزلوا جدوا |
وَتَلْقاهُمُ خُرْساً لدى الْهُجْرِ وَالْخَنا | وَإنْ فاضلوا أوْ ناضلوا فهمُ لدُّ |
وَإنكَ أغنى الناسِ عنْ ذكرِ سالفٍ | إِذَا فَاحَ عَرفُ الْمِسْكِ لَمْ يُذْكَرِ الرَّنْدُ |
غنيتَ بنفسٍ لا تنافسُ في على | أعينتْ بجدًّ لاَ يفارقهُ جدُّ |
لَئِنْ ذُدْتَ عَنْها كُلَّ ذِي شَغَفٍ بِها | فلاَ غروَ أنْ تحمي عرائنها الأسدُ |
وَإِنْ جاوَزَ الْجَوْزَاءَ دَسْتٌ عَلَوْتَهُ | فقدْ طالها منْ قبلِ أنْ تفطمَ المهدُ |
فَلاَ زَالَتِ الأَعْيادُ تَأْتِي وَتَنْقَضِي | وجودكَ ممتارٌ وَظلكَ ممتدُّ |
سَقانِي غَمامٌ هاطِلٌ ما أنْتَجَعْتُهُ | فأغنى كما أغنى عنِ الثمدِ العدُّ |
وَأحسنتَ بي عنْ عادة ٍ أنتَ وَالندى | وَقَصَّرْتُ لاَ عَنْ عادَة ٍ أَنا وَالْحَمْدُ |
وَكانَتْ قِوَافِي الشِّعْرِ قِدْماً تَدِينُ لِي | وَما خِلْتُها إِذْ أَمْكَنَ الْقَوْلُ تَرْتَدُّ |
لَقَدْ خَذَلَتْني حِينَ حاوَلْتُ نَصْرَها | وَما زِلْتُ غَلاَّباً بِها وَهْيَ لِي جُنْدُ |
وَلاَ عُذْرَ فِي التَّقْصِيرِ مِنْ بَعْدِ أَنْعُمٍ | بأيسرها يستنطقُ الحجرُ الصلدُ |