لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لمنِ الرسومُ بـ " رامتينِ " بلينا | كسيتْ معالمها الهوى وَعرينا |
دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ | حَرَكَاتُهُنَّ مِنَ الغَرَامِ سُكُونَا |
أيقظتُ فيها كلَّ وجدٍ هاجعٍ | بِيَدِ السُّهَادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا |
وَجَرَتْ رِكَابُ البَيْنِ فيها بالجَوى | فَتَخَالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا |
لوْ كُنْتُ أَعْرِفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ | مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا |
لاَ طُلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلاَلِها | ما لمْ يكنْ بفنائها يغنينا |
واهاً لأيامِ الربيباتش التي | فيها نحلُّ نوى ً وَ نعقدُ لينا |
أفلتْ كواكبُ صبوتي بأفولها | فلوَ أنّض أياماً بقينَ بقينا |
سهلنَ وعرَ الوجدِ في طرقِ الهوى | وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزَاءِ مَصُونا |
دِمَنٌ كأَنَّ البَيْنَ فيها آخِذٌ | بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا |
كَتَبَتْ بِأَقْلاَمِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً | تقرا بأفواهِ الجفونِ خفينا |
فكأنني وَحبيبُ قلبي منشدٌ : | «يَا رَبْعَ خَوْلَة َ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا» |
تاللهِ لوْ أنسيتُ في سنة ِ الكرى | شَوْقي إلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا |
وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسْنَانِ الحَشى | عَمَّا يُبينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا |
أضحى يقينُ الصبرِ بينَ ضلوعهِ | شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا |
حتى تطلعَ قلبهُ منْ صدرهِ | جزعاً وَأظهرَ سرهُ المكنونا |
لَعِبَتْ بِهِ أَيْدِي البِلَى في مَلْعَبٍ | لوْ أننا متنا بهِ لحيين |
عَلِقَ الهَوَى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعَايَة ٍ | ما زالَ في ولعِ السلوَّ ركينا |
صالَ الزمانُ بهِ على َ أحداثهِ | حتى كأنَّ لهُ عليهِ ديونا |
تفنى مدامعنا وَما نفنى بها | فكأنها سخطتْ لما يرضينا |
مترسماتٍ بالرسومِ تخالُ في | ألوانها مما بنا تلوينا |
حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ «لأَحْمَدَ» عَنْوَة ً | أنْ لاَ يزالَ على َ الخطوبِ معينا |
حرمٌ لغاشية ِ الندى لوْ لمْ يكنْ | تغشى يداهُ بالسؤالِ غشينا |
كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ | أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا |
قدْ أورقتْ منهُ الظنونُ وَ أثمرتْ | نيلاً يظلُّ الكُّ فيهِ يقينا |
طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنَى طُلاَّبِها | فوقفنَ مما قدْ وقفنَ وجينا |
يهتزُّ للجدوى اهتزازَ مهندٍ | أبلتْ مضاربهُ الغداة َ جفونا |
تُثْنَى إلَيْهِ أَعِنَّة ُ الرَّوْعِ الَّذِي | يَدَعُ الجَوَادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينَا |
خطبَ السيوفَ منَ الحتوفِ ولمْ يكنْ | بمهورهنَّ على البقاءِ ضنينا |
وَكذَاكَ أَطْرَافُ القَنَا مِنْ طَعْنِهِ | تَرَكَتْ لأَوْرَاقِ الصُّخُورِ غُصُونا |
كالشَّمْسِ حُسْناً والحُسَامِ خُشُونَة ً | وَالمزنِ جوداً وَالأراكة ِ لينا |
يا مسقماً بالبذلِ صحة َ مالهِ | فِينا وَهَادِمَهُ بِما يَبْنِينا |
أسرجتَ في داجي الوغى لبني العدا | سرجاً بكفكَ في النحورِ طعينا |
وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ | جعلَ الثريا في ثراهُ كمينا |
لاَ باتَ بأسكَ تحتَ أشراكِ الوغى | أَبَداً لِحُزْنِ الحَادِثَاتِ حَزِينا |
أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرَقَ الغِنَى | وَدفعتَ عني باليقينِ ظنونا |
وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزَائِمي | وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزَاءِ فيكَ قَرِينا |
وَكسوتني وَالمكرماتُ تقولُ لي : | افْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا |
مِنْ كُلِّ سَافِرَة ِ الطِّرَازِ كأَنَّها | تَصِفُ المَكَارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا |
لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَوَاكباً | أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا |
وَكأنما الآمالُ عنكَ تفرعتْ | فينا فما يطلبنَ غيركَ فينا |
فاسلمْ فإنكَ ما سلمتَ منَ الردى | وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَيَاة ِ سُقِينا |