يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ | إن كنتُ يوماً لشمسٍ عابداً ، فلكِ |
لو أنصفوا وجهكِ الموشيَّ حلتهُ | لعطلَ الوشيُ في الدنيا فلم يحكِ |
قد صدتِ قلبي بـأصداغٍ مشبكـة ٍ | صيغت لصيدِ قلوبِ الناسِ كالشبكِ |
أصبو إليكِ ولي صمتٌ حرمتُ بهِ | والصمتُ للرزقِ مناعٌ كذاك حكي |
اللهَ فيَّ فستري فيكِ منهتكٌ | وكان قبلكِ ستري غيرَ منهتكِ |
على شِفاهِكِ دَيني وهْيَ تُمْطلـني | فأبشري بغريمٍ في الهوى محكِ |
فديتُ مجناكِ ما أحلى مذاقتهُ ! | كأنّهُ ريقُ نحلٍ شِيبَ بالمِسكِ |
فكم خَلستُ الجَنى منهُ على حَذَرٍ | من قَولِ واشٍ شديدِ اللّذعِ مؤتفكِ |
العفْوَ منكِ فقد وسْوستنِـي شَغفاً | حتى تسلطَ شيطاني على ملكي |
ونمتِ ، ليلكِ مكّ الطرفِ عن دنفٍ | باكٍ بطرفٍ غزيرِ الدمعِ غير بكي |
فباتَ أضْيعَ من لحمٍ على وضَمٍ | وظل أهونَ من عظمٍ على ودكِ |
ولهانَ جُـنَّ فغنّتْـه سلاسِلُهُ | يمشي فتلهو به الصبيان في السكك |
هذي صفاتي وما أخنى عليَّ سوى | دهر بقرع صفاتي مغرمٍ سدِك |
وسوف أدركُ آمـالي ويَجْذبُني | بختي إلى الدرج الأعلى من الدركِ |
بيُمنِ ” خَتلغَ بَلكا ” سيِّدِ الوزرا ال | أَميرِ حقاً عميدِ الملك خواجَه بِكِ |
ذاكَ الذي امتلكتني بيض أنعمهِ | وليسَ يحظى برقي غيرُ ممتلكي |
لولا عقيدة ُ إيماني لما اتّجهـتْ | إلا إليه صلاتي لا ولا نسكي |
كأن أخلاقه من طيبِ نفحتها | نشرٌ يجودُ بهِ الروض المجودُ ذكي |
في كل ليلٍ له نارٌ على علم | شبت لأشعثَ في الظلماءِ مرتبكِ |
جَداهُ مشتركٌ بـينَ الوَرى ولَهُ | من السِّيادة ِ حـظٌّ غيرُ مُشترِكِ |
صاغَ الحُـلى للعـُلا أيامَ دَولتِهِ | حتّى سلكنَ الشّوى منهنّ في مسكِ |
فألبستهُ ثيابَ الملكِ ضافية ً | يدا أبي طالبٍ طغرل بكِ الملكِ |
ففازَ منهُ بركنٍ غيرِ منهدمٍ | عندَ الخطوبِ وحبلٍ غير منبتكِ |
أقذى عيونَ أعـاديهم حسايكُهُـمْ | كأن أجفانهم خيطت على الحسك |
مباركٌ وجهُهُ في كـلِّ مُجتَمَعٍ | مُشيّعٌ قلبُـهُ في كـلِّ مُعْـتركِ |
لم يعرَ رأسُ قناً إلا وعممهُ | برأسِ ذي أشرٍ في الغيّ منهمكِ |
فإنْ عَفا غض جَفْنيْ ساكِنٍ وَقِرٍ | وإنْ جَفا جر ذيلَ قُلْقُلٍ حَرِكِ |
وإن تحلبَ در النقسِ في يدهِ | فالطرسُ درجٌ لدرٍّ منهُ منسلكِ |
وإنْ أفـاضَ على العافـينَ نائلُهُ | أرواهمُ بغمامٍ منهُ منسفكِ |
يا مَن إذا طـارَ ممتـاحٌ بساحَتـهِ | تلقطَ الحبَّ في أمنٍ منَ الشركِ |
بك استقلَّ ذبابُ الخصبِ في حلكي | وراقَ سمعي خريرُ الماءِ في بركِ |
لما أنختُ بعيري في ذراكَ ضحى | ناديتُ: باركَ فيـكَ اللهُ فابْتركِ |
أسبغْ عليَّ سجالَ العُرفِ أرْوَ بهـا | وأعطني عروة َ الإحسانِ أَمتسكِ |
وخذ محجلة ً غراءَ ما اكتحلت | بمثلها مُقلتـا غـرٍّ ومُحْتنـكِ |
ولا تظـنَّ سواها مثلَهـا فلَكَمْ | بينَ السماكِ إذا ميزتَ والسمكِ |
شعرٌ تديرَ بالغبراءِ منشئهُ | وقدرُهُ مُعتلٍ في ذرْوة ِ الفَلَـكِ |
فالطبعُ صائغُ حليٍ من سبائكهِ | وأنتَ ناقدُ تبرٍ منهُ منسبكِ |