أَرِقْتُ للَمْعِ برقٍ حاجِرِيِّ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَرِقْتُ للَمْعِ برقٍ حاجِرِيِّ | تألَّقَ كاليَمانِي المَشْرَفيِّ |
أَضَاءَ لَنَا الأَجَارِعَ مُسْبَطِرًّا | إلَيْهِ بِكُلِّ شَيْطَانٍ غَوِيِّ |
كَأَنَّ وَمِيضَهُ لَمْعُ الثَّنَايَا | إذا ابتسمَتْ وإشراقُ الحَلِيِّ |
فأَذكَرَني وجوهَ الغِيدِ بِيضاً | سَوالِفُها ولمْ أكُ بالنَّسِيِّ |
ولَيلى بعدُ ما مطلَتْ ديوني | ولا حالَتْ عنِ العهدِ الوفِيِّ |
مُنعَّمة ٌ شَقِيتُ بها ولولا الهوى ما كنتُ ذا بالٍ شَقيِّ | مِلْتُمْ عَلَى ذِي الْـ |
ـقَرَابَة ِ لِلبَعِيدِ الأَجْنَبِيِّ | إذا نظَرَتْ بطَرفٍ بابِليِّ |
أَتِيهُ صَبَابَة ً وَتَتِيهُ حُسْناً | فوَيلٌ للشجِيِّ من الخَلِيِّ |
إذا اسْتشفَيْتُها وَجدي رمَتْني | |
ولولا حُبُّها لم يُصْبِ قلبي | سَنا برقٍ تألَّقَ في حَبِيِّ |
أَجَابَ وَقَدْ دَعَانِي الشَّوْقُ دَمْعِي | وقِدْماً كنتُ ذا دمعٍ عَيِيِّ |
وقفتُ على الديارِ فما أَصاخَتْ | مَعالمُها لمُحترِقٍ بَكِيِّ |
أُرَوِّي تُربَها الصادي كأنّي | نَزَحْتُ الدَّمْعَ فِيهَا مِنْ رَكِيِّ |
ولو أكرَمْتِ دمعَكِ يا شؤوني | بكَيتِ على الإمامِ الفاطِميِّ |
عَلَى الْمَقْتُولِ ظَمْآناً فَجُودِي | على الظمآنِ بالجَفنِ الرَّوِيِّ |
فَمَا عَطَفَ الْبُغَاة ُ عَلَى الْفَتَاة ِ الْـ | حِمى الإسلامِ والبطلِ الكَمِيِّ |
على الباعِ الرَّحيبِ إذا ألمَّتْ | بهِ الأزَماتُ والكفِّ السخِيِّ |
على أَندى الأنامِ يداً ووجهاً | وأرجَحِهِمْ وَقاراً في الندِيِّ |
وخيرِ العالَمينَ أباً وأُمّاً | وأطهرِهمْ ثَرى عِرْقٍ زَكِيِّ |
فما دفَعوهُ عن حسَبٍ كريمٍ | وَلاَ ذَادُوهُ عَنْ خُلْقٍ رَضِيِّ |
لَقَدْ قَصَمُوا عُرَى الإسْلاَمِ عَوْداً | وبَدءاً في الحُسَيْنِ وفي عَلِيِّ |
وَيَوْمُ الطَّفِّ قَامَ لِيَوْمِ بَدْرٍ | بأخذِ الثأرِ من آلِ النبيِّ |
فثَنَّوْا بالإمامِ أمَا كَفاهُمْ | ضلالاً ما جنَوْهُ على الوَصِيِّ |
وأَسْرى عن قلوبٍ قاسِياتٍ | بِأَطْرَافِ الأَسِنَّة ِ وَالْقِسِيِّ |
يَبِيعُونَ الدِّمَاءَ عَلَى کنْتِهَاكِ | الْمَحَارِمِ جِدَّ مِقْدَامٍ جَرِيِّ |
أَطَافُوا مُحْدِقِينَ بِهِ وَعَاجُوا | عليهِ بكلِّ طِرْفٍ أَعْوَجِيِّ |
بِكُلِّ مُثَقَّفٍ لَدْنٍ وَعَضْبٍ | سُرَيْجِيٍّ ودِرعٍ سابُرِيِّ |
فَأَنْحْوْا بِالصَّوَارِمِ مُسْرِعَاتٍ | على البَرِّ النقيِّ ابنِ النقِيِّ |
وُجُوهُ النَّارِ مُظْلِمَة ً أَكَبَّتْ | عَلَى الْوَجْهِ الْهِلاَلِيِّ الْوَضِيِّ |
فيا لكَ من إمامٍ ضَرَّجُوهُ | من القاني بخِرْصانِ القُنِيِّ |
بَكَتْهُ الأَرْضُ إجْلاَلاً وَحُزْناً | لِمَصْرَعِهِ وَأَمْلاَكُ السُّمِيِّ |
وَغُودِرَتِ الْخِيَامُ بِغَيْرِ حَامٍ | يُناضلُ دُونَهُنَّ ولا وَلِيِّ |
ولا بذلوا لخائفة ٍ أماناً | ولا سمُحُوا لظمآنٍ بَرِيِّ |
ولا سَفَروا لِثاماً عن حياءٍ | ولا كرَمٍ ولا أنْفٍ حَمِيِّ |
وساقُوا ذَوْدَ أهلِ الحقِّ ظُلماً | وَعُدْوَاناً إلَى الْوِرْدِ الْوَبِيِّ |
وساروا بالكرائمِ من قُريشٍ | سبايا فوقَ أكوارِ المَطِيِّ |
فَيَاللَّهِ يَوْمَ نَعَوْهُ مَاذَا | وَعَا سَمْعُ الرَّسُولِ مِنَ النَّعِيِّ |
وَلَوْ رَامَ الْحَيَاة َ نَجَا إلَيْهَا | بعَزمَتِهِ نَجاءَ المَضْرَحِيِّ |
فَيَا عُصَبَ الضَّلاَلَة ِ كَيْفَ جُزْتُمْ | عِناداً عن صِراطِكُمُ السَّوِيِّ |
فألقَيتُمْ وعهدُكمُ قريبٌ | وراءَ ظهورِكُمْ عهدَ النبيِّ |
وأخفَيتُمْ نِفاقَكُمُ إلى أنْ | وَثَبْتُمْ وَثْبَة َ الذِّئْبِ الضَّرِيِّ |
وأبدَيتُمْ حقودَكُمُ وعُدتُمْ | إلَى الدِّينِ الْقَدِيمِ الْجَاهِلِيِّ |
وبَيعُكُمُ لأُخراكُمْ سِفاهاً | بمَنزورٍ من الدنيا بَلِيِّ |
وَحَسْبُكُمُ غَداً بِأَبِيهِ خَصْماً | إذا عُرفَ السَّقيمُ من البَرِيِّ |
صَلَيْتُمُ حِزبَهُ بَغياً وأنتمْ | لِنَارِ اللَّهِ أَوْلَى بِالصَّلِيِّ |
وَحَرَّمْتُمْ عَلَيْهِ الْمَاءَ لُؤْماً | وإشفاقاً إلى الخلْقِ الدَّنِيِّ |
وَفِي صِفِّينَ عَانَدْتُمْ أَبَاهُ | وأعرضْتُمْ عنِ الحقِّ الجَلِيِّ |
وَخَادَعْتُمْ إمَامَكُمُ خِدَاعاً | أتَيْتُمْ فيهِ بالأمرِ الفَرِيِّ |
إمَاماً كَانَ يُنْصِفُ فِي الْقَضَايَا | وَيَأْخُذُ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ |
فأنكرْتُمْ حديثَ الشمسِ رُدَّتْ | لهُ وطَوَيْتُمُ خبَرَ الطَّوِيِّ |
فَجُوزِيتُمْ لِبُغْضِكُمُ عَلِيًّا | عَذَابَ الْخُلْدِ فِي الدَّرَكِ الْقَصِيِّ |
سأُهدي للأئمّة ِ من سَلامي | وَغُرِّ مَدَائِحِي أَزْكَى هَدِيِّ |
سَلاَماً أُتْبِعُ الْوَسْمِيَّ مِنْهُ | عَلَى تِلْكَ الْمَشَاهِدِ بِالْوَلِيِّ |
وَأَكْسُو عَاتِقَ الأَيَّامِ مِنْهُ | حَبائرَ كالرِّداءِ العَبقرِيِّ |
حِسَاناً لاَ أُرِيدُ بِهِنَّ إلاَّ | مَسَاءَة َ كُلِّ بَاغٍ خَارِجِيِّ |
يَضِيعُ لَهَا إذَا نُشِرَتْ أَرِيجٌ | كَنَشْرِ لَطَائِمِ الْمِسْكِ الذَّكِيِّ |
كأنفاسِ النسيمِ سَرى بلَيلٍ | يَهُزُّ ذَوائبَ الوَردِ الجَنِيِّ |
وَزَوْرَاءِ الْعِرَاقِ وَأَرْضِ طُوسٍ | سَقَاهَا الْغَيْثُ مِنْ بَلَدٍ قَصِيِّ |
وَأَسْبَلَ صَوْبَ رَحْمَتِهِ دِرَاكاً | عَلَيْهَا بِالْغُدُوِّ وَبالْعَشِيِّ |
فذُخْري للمَعادِ ولاءُ قَومٍ | بهمْ عُرِفَ السعيدُ من الشقِيِّ |
كَفاني عِلمُهمْ أنّي مُعادٍ | عَدوَّهُمُ مُوالٍ للوَلِيِّ |