تَأَوَّبَنِي فَأَرَّقَنِي خَيَالٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تَأَوَّبَنِي فَأَرَّقَنِي خَيَالٌ | سرى للمالكيّة ِ بعدَ وَهْنِ |
دنا بمَزارِها من بعدِ شَحْطٍ | وَجَادَ بِوَصْلِهَا مِنْ بَعْدِ ضِنِّ |
طَوَى الأَهْوَالَ يَرْكَبُهَا شُجَاعاً | على ما فيهِ من خَوَرٍ وجُبْنِ |
بإنفاذِ حقيرِ القَدْ | وَقَالُوا إنَّهُ أَسْـ |
وَبَاتَ يُعُلُّنِي مِنْهَا رُضَابَا | كشُهْدِ النحلِ شِيبَ بماءِ مُزْنِ |
وذكَّرني بأيامِ الشبابِ الأُلى وملاعبِ الحَيِّ الأَغَنِّ | َامِ الشَّبَابِ الأُ |
مَتَّى يَسْمَحُ بِالتِّبْرِ | فتى ً يبخلُ بالتِّبْنِ |
وماءٍ ما ظمئتُ إليهِ حتى | شرِقْتُ من البكاءِ بماءِ جَفني |
وبدرٍ من سَراة ِ بَني هلالٍ | تَراءى بينَ دِعْصِ نَقى ً وغُصنِ |
يُجَلِّيني مَراشِفَهُ عِذاباً | مَوَارِدُهَا وَلَوْ شَاءَتْ سَقَتْنِي |
بلَحظٍ مثلِ نَصلِ السيفِ ماضٍ | وقَدٍّ كاعتدالِ الغصنِ لَدْنِ |
سقا أطلالاً ساقِيَتي دموعي | مَواطرُ كلِّ جَونٍ مُرْجَحِنِّ |
وَحَيَّا اللَّهُ دَاراً أَنْحَلَتْهَا | على النأيِ الخطوبُ وأنحلَتْني |
وقفتُ بها أُسائلُ دِمْنَتَيْها | على عَيِّ الرسومِ فأفهَمَتْني |
إذَا کسْتَنْجَدْتُ فِي الأَطْلاَلِ دَمْعاً | تَخاذلتِ الشُّؤونُ وأَسلمَتْني |
نأَيْتِ فأيُّ برقٍ لم يَشُقْني | إلَيْكِ وَأَيُّ دَارٍ مَا شَجَتْنِي |
وَمَا خَلَفَتْكِ بَانَتُهَا وَلكِنْ | حَكَتْ ذَاكَ التَّعَطُّفَ وَالتَّثَنِّي |
وَيُوحِشُنِي بِهَا الآرَامُ حَتَّى | إذا وصفَتْ نِفارَكِ آنَسَتْني |
وَلَيْسَ الْبَيْنُ أَوَّلَ مَا رَمَتْنِي | بِهِ أَيْدِي الْخُطُوبِ فَأَقْصَدَتْنِي |
وَأَيُّ هَوًى نَجَا مِنْهُ فُؤَادِي | وَسَهْمٍ عَارٍ مِنْهُ لَمْ يُصِبْنِي |
فلَيتَ حوادثَ الأيامِ أغْضَتْ | مُسالِمة ً بما أخذتْهُ منّي |
فتقْنَعَ لي ببيعي ماءَ وجهي | بمَنزورِ العطيّة ِ بَيعَ غَبْنِ |
وَتَسْآلي بَخِيلاً لاَ يُلَبِّي | دُعَايَ وَرَسْمَ دَارٍ لَمْ يُجِبْنِي |
وَلَيْتَ الدَّهْرَ إذْ لَمْ يُمْسِ سِلْمِي | عَلَى أَحْدَاثِهِ لَمْ يُمْسِ قِرْنِي |
أُعَاتِبُ مَا جَنَتْ أَيَّامُ دَهْرِي | وَمَا يُغْنِي التَّعَتُّبُ وَالتَّجَنِّي |
سَئِمْتُ مِنَ الثَّوَاءِ بِدَارِ ذُلٍّ | أُجَرِّرُ ذَيلَ مَنقصَة ٍ ووَهنِ |
أرى من لا تشتاقُ إليهِ عيني | وَأَسْمَعُ مَا تَصَمُّ عَلَيْهِ أُذُنِي |
وأُمسي مُضمِراً وُدّاً صحيحاً | لِمَطْوِيٍّ عَلَى حَنَقٍ وَضِغْنِ |
فأَسْهُلُ جانباً وأَلينُ عِطفاً | لأَِجْبَاسٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ خُشْنِ |
أُنافسُ في وَدادِ أخٍ مَشُوبٍ | بِغِلٍّ أَوْ سَمَاحِ يَدٍ بِمَنِّ |
فَمَا ضَرَعِي وَلَيْسَ بِيَ کنْقِيَادٌ | لإحسانٍ ولا شَعَفٌ بحُسنِ |
وما للحظِّ يَحجُبُني أَرِيباً | وَقَدْ دَخَلَ الْغَبِيُّ بِغَيْرِ إذْنِ |
وَيَا أَسَفِي عَلَى فُضُلاَتِ عَيْشٍ | سُرُورِي لاَ يَفِي فِيهَا بِحُزْنِي |
إذَا نَالَ الْفَتَى شَبَعاً بِذُلٍّ | أَجِعْنِي وَاقِياً عِرْضِي أَجِعْنِي |
وَمَهْمَا شِئْتَ مِنْ خَوْفٍ وَحَيْفٍ | فَجَدِّي فِيهِ مَا لَمْ تَطَّرِحْنِي |
تنقَّلْ إنَّ في النَّقْلِ اعتِلاءاً | وَعِزًّا وَالْهَوَانُ مَعَ الْمُبِنِّ |
لَئِنْ ضَاقَتْ بِيَ الزَّوْرَاءُ دَاراً | فما ضاقَتْ بلادُ اللهِ عنّي |
وَلِي فِي الأَرْضِ مُضْطَّرَبٌ وَسِيعٌ | ومُرتَكَضٌ إذا هي لم تَسَعْني |
سأُرهِفُ من مَضاءِ العزمِ عَضْباً | إذَا نَبَتِ الصَّوَارِمُ لَمْ تَخُنِّي |
وَأَرْحَلُ نَافِضاً عَنْ حُرِّ وَجْهِي | غُبارَ الذلِّ مُنتَحِياً برُدْني |
وَأَسْتَغْنِي غَنَاءَ السَّيْفِ يَوْمَ الْـ | ـوَغَا بِالْفَضْلِ عَنْ غِمْدٍ وَجَفْنِ |
فأمّا أنْ أُصادفَ يومَ حظٍّ | يَسُرُّ أَقَارِبِي أَوْ يَوْمَ دَفْنِ |
عَسَاهَا أَنْ تُطَاوِعَ مُصْحِبَاتٍ | مَصاعبُها فتَسْهُلَ بعدَ حَزْنِ |
لَى وَمَلاَعِبِ الْحَيِّ الأَغَنِّ | نهوضَ المَضْرَحِيِّ برأسِ رَعْنِ |
فيَعلقَ بالمُنى أملي وَشِيكاً | وَلَمَّا تُغْلِقِ الأَيَّامُ رَهْنِي |