مَلَكْتِ قَلْبِي فِي الْحُكْمِ فَکحْتَكِمِي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَلَكْتِ قَلْبِي فِي الْحُكْمِ فَکحْتَكِمِي | أَفْدِيكِ مِنْ مَالِكٍ وَمِنْ حَكَمِ |
قَدْ سَئِمَ اللَّيْلُ فِيكِ مِنْ سَهَرِي | يا ليلُ والعائِداتُ من سقَمي |
تسفَحُ عيني دموعَها أسَفاً | عَلَى زَمَانٍ بِالسَّفْحِ لَمْ يَدُمِ |
يُحْدِثُ لِي ذِكْرُ عَهْدِهِ طَرَباً | إلى ليالٍ من وَصلِنا قُدُمِ |
قَدْ أَقْسَمَتْ لاَ کهْتَدَى الْخَيَالُ إلَى | جَفْنِي وَبَرَّتْ لَمْيَاءُ فِي الْقَسَمِ |
يا عاذِلي مُهدِياً نَصيحَتَهُ | لو كانَ في النُّصحِ غيرَ مُتَّهَمِ |
يلُومُني في الهوى وأحسِبُهُ | لو ذاقَ منهُ ما ذُقتُ لم يَلُمِ |
خَلِّ مَلاَمِي فِي حُبِّ ظَالِمَة ٍ | لَمْ يَخْلُ قَلْبِي فِيهَا مِنَ الأَلَمِ |
شَيمَتُهَا الْهَجْرُ | فَهْيَ تَبْخَلُ بِالْـ |
إنْ بخِلَتْ فالسماحُ لي خلُقٌ | أَوْ غَدَرَتْ فَالْوَفَاءُ مِنْ شِيَمِي |
كم ليلة ٍ بِتُّ بينَ مُرتَشَفٍ | مِنْ رِيقِهَا بَارِدٍ وَمُلْتَثَمِ |
أَمْزُجُ شَكْوَايَ بِالْخُضُوعِ لَهَا | وَدَمْعَ عَيْنِي صَبَابَة ً بِدَمِي |
أَمَا وَدُرٍّ مِنْ لَفْظِهَا بَدَدٍ | يَمُرُّ مِنْ ثَغْرِهَا بِمُنْتَظِمِ |
وَمَائِسٍ مِنْ قَوَامِهَا ثَمِلٍ | وَمُسْكِرٍ مِنْ رُضَابِهَا شِيَمِ |
مُعيدُ شملِ الإسلامِ مُلتَئماً | وكانَ لولاهُ غيرَ مُلتَئمِ |
وَنَاشِرُ الْعَدْلِ فِي الأَنَامِ عَلَى | فقرٍ إليهِ ومُنْشِرُ الكرَمِ |
هوَ الإمامُ الذي مُعانِدُهُ | مُعانِدُ اللهِ بارئِ النَّسَمِ |
حَامِي حِمَى الْمُلْكِ بِالْمُثَقَّفَة ِ الـ | ـسُّمْرِ وَبِيضِ الصَّوَارِمِ الْحُذُمِ |
بَثَّتْ يَدَاهُ الآجَالَ فِي النَّاسِ وَالْ | أرزاقَ عدلاً بالسيفِ والقلَمِ |
أَكْرَمُ مَنْ مَدَّ بِالنَّوَالِ يَداً | وخيرُ ساعٍ يسعى على قدَمِ |
طبَّقَ إحسانُهُ البلادَ فما | يعدَمُ في عصرِهِ سِوى العَدَمِ |
وَعَمَّ بِالْجُودِ كُلَّ ذِي أَمَلٍ | وخَصَّ بالعَفوِ كلَّ مُجتَرِمِ |
قَدْ نَكِرَتْ بِيضُهُ الْغُمُودَ لِمَا | يُغمِدُها في التَّريبِ واللِّمَمِ |
نَمَتْهُ مِنْ هَاشِمٍ لُيُوثُ وَغًى | يَفْرَقُ منها الليوثُ في الأَجَمِ |
فروعُ مجدٍ جلَّتْ مآثِرُهمْ | مِنَ الْعُلَى فِي الْفُرُوعِ وَالْقِمَمِ |
مِنْ كُلِّ قِيْلٍ يُقِيلُ زَلَّة َ عَا | ثرٍ وقَرْمٍ إلى الندى قَرِمِ |
ـوَصْلِ عَلَيْنَا يَقْظَى وَفِي الْحُلُمِ | في الخَطبِ تَجلو حَنادِسَ الظُّلَمِ |
همُ الوفيُّونَ بالعهودِ إذا | قَلَّ وفاءُ الرجالِ بالذِّمَمِ |
أَلضارِبونَ الكُماة َ في الغارة ِ الشَّعْواءِ والمُطعِمونَ في الإزَمِ | ـشَّعْوَاءِ وَالْمُطْعِمُونَ فِي الإزَمِ |
جيرانُ بيتِ اللهِ الحرامِ إذا | عُدَّ فِخارٌ وسادَة ُ الحَرَمِ |
طالَهُمُ المُستضيءُ باعَ عُلى ً | وهِمّة ً والعُلوُّ بالهِمَمِ |
مَلَّكَهُ اللَّهُ أَمْرَ أُمَّتِهِ | وَكَفَّ عَنْهَا بَوَائِقَ النِّقَمِ |
ورَدَّ كيدَ الأعداءِ باغية ً | بحَدِّ سيفٍ من بأسِهِ حَذِمِ |
فَكَانَ لِلدِّينِ خَيْرَ مُنْتَصِرٍ | وَكَانَ لِلَّهِ خَيْرَ مُنْتَقِمِ |
يَمَّمْتُهُ ظَامِئاً فَأَوْرَدَنِي | مَناهلاً من حِياضِهِ الفُعُمِ |
وَشَارَفَتْ بِي مِنْهُ الأَمَانِي عَلَى | بَحْرِ عَطَاءٍ بِالْجُودِ مُلْتَطِمِ |
أعْلَقْتُ كفِّي لمّا اعْتَلَقْتُ بهِ | حَبلاً من اللهِ غيرَ مُنْقَصِمِ |
وَذِمَّة ً مِنْهُ لَوْ أُذِمَّ بِهَا | لذي شبابٍ ما رِيعَ بالهَرَمِ |
فَکجْتَلِهَا كَالْعَرُوسِ تَتْبَعُ فِي الْ | إحْسَانِ أَسْلاَفَهَا مِنَ الْخَدَمِ |
عَذْرَاءَ لَمْ يُجْدِ مِثْلَهَا كَرَماً | قَبْلِي زُهَيْرٌ يَوْماً عَلَى هَرِمِ |
عُونَ قَوافٍ أتَتْكَ تحملُ أَبكارَ معانٍ لم تُفْتَرَعْ بفَمِ | ـكَارَ مَعَانٍ لَمْ تُفْتَرَعْ بِفَمِ |
شَوَارِداً يُقْتَفَى مَذَاهِبُهَا | فهْيَ لَقاحُ الخواطرِ العُقُمِ |
وابْلِ جديدَ البقاءِ ضافيَة ً | عَلَيْكَ مِنْهُ مَلاَبِسُ النِّعَمِ |