أَرَى الأَيَّامَ صِيغَتُهَا تَحُولُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَرَى الأَيَّامَ صِيغَتُهَا تَحُولُ | وما لِهَواكَ من قلبي نُصولُ |
وحُبٌّ لا تُغيِّرُهُ الليالي | مُحالٌ أنْ يُغيِّرَهُ العَذُولُ |
بِنَفْسِي مَنْ وَهَبْتُ لَهَا رُقَادِي | فَلَيْلِي بَعْدَ فُرْقَتِهَا طَوِيلُ |
وما بخِلَتْ عليَّ بيومِ وَصلٍ | ولكنَّ الزمانَ بها بخيلُ |
فَتَاة ٌ فِي مُوَشَّحِهَا قَضِيبٌ | وَتَحْتَ إزَارِهَا حِقْفٌ مَهِيلُ |
تَمِيلُ عَلَى الْقُلُوبِ بِذِي کعْتِدَالٍ | لَهُ مِنْ نَشْوَة ٍ وَصِبًى مُمِيلُ |
ويُقعِدُها إذا خفَّتْ نُهوضاً | لِحَاجَتِهَا مُؤَزَّرُهَا الثَّقِيلُ |
سقا دارَ الحبيبِ وإنْ تناءَتْ | مُلِثٌّ مِثْلُ أَجْفَانِي هَطُولُ |
ولا برِحَتْ تُسَحَّبُ للغَوادي | وَطَوْراً لِلصَّبَا فِيهَا ذُيُولُ |
فَجَفْنِي وَالْغَمَامُ لَهَا غَزِيرٌ | وقلبي والنسيمُ لها عَليلُ |
وَعَنَّفَنِي عَلَى الْعَبَرَاتِ صَحْبِي | عشيّة َ قوَّضَ الحَيُّ الحُلولُ |
وَقَالُوا کسْتَبْقِ لِلأَحْبَابِ دَمْعا | فَقَدْ شَرِقَتْ بِأَدْمُعِكَ الطُّلُولُ |
مَعاذَ الحُبِّ أنْ أَلقى حَمُولاً | وقد سارتْ بمنْ أهوى الحُمولُ |
وعارٌ أنْ تُزَمَّ ليومِ بَينٍ | جِمَالُهُمُ وَلِي صَبْرٌ جَمِيلُ |
فَلاَ رَقَتِ الدُّمُوعُ وَقَدْ تَوَلَّتْ | رِكَابُهُمُ وَلاَ بَرُدَ الْغَلِيلُ |
وفي الأظعانِ من لولا اعتِلاقي | بِهِمْ لَمْ يَعْتَلِقْ جَسَدِي النُّحُولُ |
وَلَوْلاَ الْكِلَّة ُ السِّيَرَاءُ مَا هَا | جَ وَجْدِي بَرْقُ سَارِيَة ٍ كَلِيلُ |
وَيَوْمٍ بِالصَّرَاة ِ لَنَا قَصِيرٍ | وَأَيَّامُ التَّوَاصُلِ لاَ تَطُولُ |
إلامَ تُسِرُّ لي يا دهرُ غدراً | أمَا انقضَتِ الضغائنُ والذُّحولُ |
وَكَمْ يَتَحَيَّفُ النُّقْصَانُ فَضْلِي | ويأخذُ من نَباهَتي الخُمولُ |
فيَلْفِتُ وجهَ آمالي ويُلوي | دُيُونِي عِنْدَهُ الزَّمَنُ الْمَطُولُ |
مَطالبُ أمسَتِ الأيامُ بيني | وَبَيْنَ مَآرِبِي مِنْهَا تَحُولُ |
سأُدرِكُها وَشيكاً والليالي | مُخَزَّرَة ٌ نَوَاظِرُهُنَّ حُولُ |
فَتًى بِنَدَاهُ رُضتُّ جَمُوحَ حَظِّي | فأصبحَ وهْوَ مُنقادٌ ذَلولُ |
وَهَزَّتْهُ الْمَكَارِمُ لاِصْطِنَاعِي | يُرِيكَ قَوَامَهَا خُوطُ الأَرَاكِ الْـ |
وقلَّدَني منَ الإحسانِ عَضْباً | عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ بِهِ أَصُولُ |
وَأَلْبَسَنِي مِنَ النَّعْمَاءِ دِرْعاً | تُنَاذِرُهَا الأَسِنَّة ُ وَالنُّصُولُ |
إذَا قَلَصَتْ سَرَابِيلُ الْعَطَايَا | ضَفَتْ مِنْهَا الذَّلاَذِلُ وَالْفُضُولُ |
فِناءَكَ يا ظَهيرَ الدِّينِ أمَّتْ | ـى لِمُتَيَّمٍ طَلَلٌ مُحِيلُ |
مُمَرِّ الحبلِ مُحْصَدة ٍ قُواهُ | وحبلُ سِواهُ مُنقَضِبٌ سَحيلُ |
تخافُ سُطاهُ أحداثُ الليالي | ويهربُ من مَواهِبِهِ المُحولُ |
مَعاقِلُهُ الجِيَادُ مُسَوّماتٍ | وخيرُ مَعاقلِ العُربِ الخيولِ |
يميلُ بعِطفِهِ كرَمُ السجايا | |
ويُشْعِفُ قلبَهُ لَمعُ المَواضي | إذا انتُضِيَتْ ويُطْرِبُهُ الصَّهيلُ |
بَغَى قَوْمٌ لَحَاقَكَ يَا کبْنَ نَصْرٍ | وَقَدْ سُدَّتْ عَلَى الْبَاغِي السَّبِيلُ |
وراموا نَيلَ شأوِكَ والمعالي | لها ظَهْرٌ براكبِهِ ذَليلُ |
فَأَتْعَبَهُمْ مَدَى خِرْقٍ جَوَادٍ | حُزونُ المَكرُماتِ لهُ سُهولُ |
وَأَيْنَ مِنَ الثَّرَى نَيْلُ الثُّرَيَّا | وَكَيْفَ تُقَاسُ بِالْغُرَرِ الْحُجُولُ |
حَلُمْتَ فَسُفِّهَتْ هَضَبَاتُ قُدْسٍ | وجُدتَ فَبُخِّلَ الغيثُ الهَطُولُ |
وَطَوْراً أَنْتَ لِلضَّاحِي مَقِيلٌ | وَطَوْراً أَنْتَ لِلْجَانِي مُقِيلُ |
بلغْتَ نهاية ً في المجدِ عزَّتْ | لكَ الأضرابُ فيها والشُّكولُ |
على رِسْلٍ فما لكَ من مُجارٍ | إلى رُتَبِ العلاءِ ولا رَسِيلُ |
بَلاَ مِنْكَ الْخَلِيفَة ُ ذَا کعْتِزَامٍ | يَذِلُّ لبأسِهِ الخَطبُ الجَليلُ |
إمامٌ هذَّبَ الأيامَ رأيٌ | لَهُ جَزْلٌ وَمَعْرُوفٌ جَزِيلُ |
ومَدَّ على البلادِ جناحَ عدلٍ | لهُ ظِلٌّ على الدنيا ظَليلُ |
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ إلَيْهِ | مَآثِرُ كُلِّ مَكْرُمَة ٍ نَؤُولُ |
حَبَاهُ اللهُ بالمُلكِ احتِباءً | وَوَرَّثَهُ خِلاَفَتَهُ الرَّسُولُ |
صِفاتٌ لا يُحيطُ بها بيانٌ | وَمَجْدٌ لاَ تُكَيِّفُهُ الْعُقُولُ |
أبا بكرٍ هَناكَ جديدُ مُلكٍ | مُحالِفُهُ لكَ العُمرُ الطويلُ |
وجَدٌّ ما لطائرِهِ وقوعٌ | وسعدٌ ما لطالِعِهِ أُفولُ |
وَلاَ عَدِمَتْ مَوَاطِنُكَ التَّهَانِي | وحَلَّ برَبْعِ طاعتِكَ القُيولُ |
شَكَوْتُكَ قِلَّة َ الإنْصَافِ عِلْماً | بأنّكَ منهُ لي كرَماً بديلُ |
وإنْ قطعوا حِبالَهمُ جَفاءً | فأنتَ المُحسِنُ البَرُّ الوَصُولُ |
عَلَيْكَ جَلَوْتُهَا غُرًّا هِجَاناً | أَوَانِسَ فِي الْقُلُوبِ لَهَا قَبُولُ |
لها في قومِها نسَبٌ عريقٌ | إذا انتسبَتْ وبيتُ حِجى ً أصيلُ |
فَعَمَّاهَا الْمُرْعَّثُ وَکبْنُ أَوْسٍ | وجَدّاها المُبرَّدُ والخليلُ |
مَدَائِحُ مِثْلُ أَنْفَاسِ الْخُزَامَى | تَمَشَّتْ فِي نَوَاحِيهَا الْقَبُولُ |
كَمَا طَرَقَتْ رِيَاضَ الْحَزْنِ وَهْناً | شَآمِيَة ٌ لَهَا ذَيْلٌ بَلِيلُ |
مُفَوَّهة ٌ إذا هدرَتْ لنُطقٍ | شَقَاشِقُهَا تَقَاعَسَتِ الْفُحُولُ |
تَعِزُّ قناعة ً وتَتيهُ صَوناً | وَبَعْضُ الشِّعْرِ مُمْتَهَنٌ ذَلِيلُ |
وقبلَكَ كنتُ أُشفِقُ أنْ يراها | وَقَدْ مَدَّتْ إلَيْهِ يَداً مُنِيلُ |
إذا أعيا على الكُرماءِ مَدحي | فَكَيْفَ يَسُومُهُ مِنِّي الْبَخِيلُ |
رأيتُ الشِّعرَ قالَتْهُ كثيرٌ | عَدِيدُهُمُ وَجَيِّدُهُ قَلِيلُ |
فَلاَ تُحْدِثْ لَهَا مَلَلاً وَحَاشَى | عُلاَكَ فَغَيْرُكَ الطَّرِبُ الْمَلُولُ |