أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ | فَكَيْفَ إذَا نَأَتْ بِهِمُ کلدِّيَارُ |
ورُحتَ وفي الهوادجِ منكَ قلبٌ | يَسيرُ مَعَ کلرَّكَائِبِ حَيْثُ سَارُوا |
وَقُطِّعَتِ کلْمَوَاثِقُ مِنْ سُلَيْمَى | وشَطَّ بها وجِيرَتَها المَزارُ |
وأضحَتْ لا يزورُ لها خيالٌ | عَلَى نَهْيِ کلْمُحِبِّ وَلاَ يُزَارُ |
أَتُلامُ إنْ أبدَتْ كآبَتَها | |
فَيا لِلَّهِ مَا تَنْفَكُّ صَباً | يِشُوقُكَ منزِلٌ أَقْوى ودارُ |
تَحِنُّ إذَا بَدَا بِکلْغَوْرِ وَهْناً | وَمِيضٌ أَوْ أَضَاءَتْ مِنْهُ نَارُ |
سَقَى کللَّهُ کلْعَقِيقَ وَإنْ شَجَتْنِي | صَباباتٌ إليهِ وادِّكارُ |
ففي عُقُداتِ ذاكَ الرمْلِ ظَبْيٌ | نَفُورٌ ما أَنِسْتَ به نوَارُ |
يصيدُ ولا يُصادُ ومُقلَتاهُ | تُصيبُ ولا يُصابُ لديهِ ثارُ |
لَهُ خَصْرٌ يَجُولُ کلْحُقْبُ فِيهِ | وَأَرْدَافٌ يَضِيقُ بِهَا کلإزَارُ |
فلا عطْفٌ لديهِ ولا وِصالٌ | ولا جلَدٌ لديَّ ولا اصطِبارُ |
فيا لَمياءُ مَن لقتيلِ شَوقٍ | مُطاحٍ في الهوى دمُهُ جَبَارُ |
وداءٍ لا يُصابُ له دواءٌ | وعانٍ لا يُفَكُّ له إسارُ |
أَمِيلُ إذَا کدَّكَرْتُ هَوًى وَشَوْقاً | كَمَا مَالَتْ بِشَارِبِهَا کلْعُقَارُ |
وأطرَبُ والمَشُوقُ له انتِشاءٌ | إذَا ذُكِرَتْ لَيَالِيهِ کلْقِصَارُ |
وَلاَئِمَة ٍ تَعِيبُ عَلَيَّ فَقْرِي | إلَيْكَ فَمَا لِبَاسُ کلْفَقْرِ عَارُ |
وَمَا أَنَا مَنْ يُرَوِّعُهُ کغْتِرَابٌ | ولا يَعْتاقُهُ وطنٌ ودارُ |
ولكنّي أعُدُّ لها الليالي | وعندَ بلوغِها تحلو الثمارُ |
وَلَسْتُ عَلَى کلْخَصَاصَة ِ مُسْتَكِيناً | فيُعطيني لدى اليُسرِ اليَسارُ |
عَرَفْتُ کلدَّهْرَ عِرْفَاناً تَسَاوَى | بِهِ عِنْدِي ثَرَاءٌ وَکفْتِقَارُ |
أَمَا لِحَوَامِلِ کلآمَالِ عِنْدِي | نِتاجٌ وهْيَ مُثقَلة ٌ عِشَارُ |
وما للبدرِ ما يبدو لعَيني | مَطالعُهُ لقدْ طالَ السِّرارُ |
أَمَا مَلَّتْ مَرَابِطَهَا کلْمَذَاكِي | أَمَا سَئِمَتْ حَمَائِلَهَا کلشِّفَارُ |
أَمَا ظَمِئَتْ فَتَسْتَسْقِي بَنَانِي | رِقَاقُ کلْبِيضِ وَکلأَسَلُ کلْحِرَارُ |
إذَا لَمْ تَبْغِ مَجْداً فِي شَبَابٍ | أتطلبُهُ وقدْ شابَ العِذارُ |
علامَ تأسُّفي إذْ حُمَّ بَينٌ | ولا قُربٌ يَسُرُّ ولا جَوَارُ |
عَلَى أَنِّي وَإنْ جَرَّدْتُ عَزْماً | وقلباً لا يُراعُ فيُسْتَطارُ |
وَجُبْتُ کلأَرْضَ تَلْفُظُنِي کلْمَرَامِي | وتُنكِرُني السَّباسِبُ والقِفارُ |
أُحاولُ مثلَ مجدِ الدينِ جاراً |