أتاِنيَ أمْرٌ فيه للنّاسِ غُمة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أتاِنيَ أمْرٌ فيه للنّاسِ غُمة ٌ | وفيه بُكاءٌ للعُيُونِ طَويلُ |
وفيه فَنَاءٌ شامِلٌ وخَزَاية ٌ | وفيه اجتداعٌ للأُنوفِ أصيلُ |
مُصَابُ أَميرِ المؤمنينَ وَهَدَّة ٌ | تكادُ لهاَ صُمُّ الجبالِ تزولُ |
فلِلهِ عينَا منْ رأى مِثلَ هَالكٍ | أصِيبَ بلا ذنبٍ ، وذاكَ جليلُ |
تَداعتْ عليهِ بالمدينة ِ عصبَة ٌ | فَريقانِ منها: قاتِلٌ وخذولُ |
دعاهمْ، فَصَمُّوا عنه عندَ جوابِهِ | وذاكُمْ عَلى ما في النفوسِ دَليلُ |
نَدِمْتُ عَلَى ما كانَ من تَبَعِي الهَوَى | وقَصْرِيَ فيه : حَسْرَة ٌ وعويلُ |
سأنْعَى أبا عمْروٍ بِكلّ مثقّفٍ | وبيضٍ لها في الدّراعينَ صَليلُ |
تَرَكْتُكَ للقومِ الذينَ هُمُ هُمُ | شجاكَ، فماذا بعدَ ذاكَ أقولُ! |
فَلَسْتُ مُقيماً ما حَيِيِتُ ببلدة ٍ | أجُرُّ بها ذَيْلِي ، وأنت قتيلُ |
فلا نومَ حتّى تُشْجَرَ الخيلُ بالقنا | ويُشفَى من القومِ الغواة ِ غَليلُ |
ونَطحنهُمْ طَحْنَ الرّحَى بِثفالها | وذاكَ بما أَسْدَوا إليكَ قليلُ |
فَأمّا التي فيها مودّة ُ بينِنَا | فليس إليها ما حَييتَ سبيلُ |
سَأُلْقِحُها حَرْباً عَواناً مُلِحّة ً | وإنّي بها منْ عامنا لكفيلُ |