ألا ليتَ شعري هلْ أرى الدُّورَ بالحمى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا ليتَ شعري هلْ أرى الدُّورَ بالحمى | وَإِنْ عُطِّلَتْ بِالغَانِياتِ حَوالِيا |
أمِ الوُدُّ بعدَ النَّأيِ ينسى فينقضي | وَهَلْ يُعْقِبُ الهِجْرانُ إلاَّ التَّناسِيا |
أَلا لا أَرَى عَهْدِي، دَنا الدَّارُ أَوْ نَأَتْ | بِعَلْوَة َ، مَا كَرَّ الجَدِيدانِ، بالِيا |
وَجَدْتُ لَهَا، وَالْمُسْتَجِنِّ بِطَيْبَهٍ | رقيبينِ عندي مستسرّاً وباديا |
فأمّا الَّذي يخفى فشوقٌ أُجنُّهُ | وَأَمّا الّذِي يَبْدو فَدَمْعِيَ جارِيا |
لها بينَ أحناءِ الضُّلوعِ مودَّة ٌ | ستبقى لها ما ألفي الدَّهرُ باقيا |
وَمِنْ أَجْلِها أُبْدِي خُضوعاً، وَأَمْتَرِي | دُموعاً، وَأَطْوِي رَيِّق العُمْرِ باكِيا |
وَأُكْرِمُ مَنْ يَأْبَى العُلا أَنْ أُجِلَّهُ | وَأَهْجُرُ مَنْ كانَ الخَليلَ المُصافِيا |
ولي شجنٌ أخشى إذا ما ذكرتهُ | عدوَّاً مبيناً أوْ صديقاً مداجيا |
وَأُفْنِي بِهِ الأَيَّامَ فِيما يَسُوءُنِي | على كمدٍ برحٍ وأُحيي اللَّياليا |
فلا تقبلي يا عذبة َ الرِّيقِ ما حكى | عذولٌ ولا تُرعي المسامعَ واشيا |
وَلا تُطْعِمِي فِيَّ الأَعادِيَ وَاسْأَلِي | بيَ ابنيْ نزارٍ أوْ بعمِّي وخاليا |
فَإِنَّ قَناتِي يَتَّقِي دَرْءَها العِدَا | وَماكانَ قَوْمِي يَتَّقُونَ الأَعادِيا |
وَنَحْنُ أُناسٌ نَرْتَدِي الحِلْمَ شِيمَة ً | وَنَغْضَبُ أَحْيانَاً فَنُرْوي العَوالِيا |
وَلَوْلا الهَوَى لَمْ يُغْضِ عَيْناً على قَذى ً | فَتًى كانَ مَجْنِيًّا عَلَيْهِ وَجانِيا |
أَرى كُلَّ حُبٍّ غَيْرَ حُبِّكِ زائِلاً | وَكُلَّ فُؤادٍ غَيْرَ قَلْبِيَ سالِيا |
وَيْحَذَرُ سُخْطي مَنْ أَرابَكِ فِعْلُهُ | وإنْ نالهُ منكِ الرِّضى صرتُ راضيا |
إذا استخبرَ الواشونَ عمّا أسرُّهُ | حَمَدْتُ سُلُوِّي أَو ذَمَمْتُ التَّصابِيَا |
وحبُّكِ لا يبلى ويزدادُ جدَّة ً | لديَّ وأشواقي إليكِ كما هيا |
أَيْذهلُ قَلْبٌ أنتِ سرُّ ضميرِه | فلا كانَ يوماً منكِ يا علوَ خاليا |