أَماطَ، وَاللَّيلُ أَثيثُ الجَناحْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَماطَ، وَاللَّيلُ أَثيثُ الجَناحْ | عَنْ مَبْسِمِ الشَّمْسِ لِثامَ الصَّباحْ |
أَغَنُّ يَعْروهُ مِراحُ الصِّبا | وَيَنْثَني فَالقَدُّ نَشْوانُ صاحْ |
كَالْفَنَنِ المَهْزورِ، تَعْتادُهُ | على لُغوبٍ نَسَماتُ الرِّياحْ |
يَطْوي الفَلا وَهْناً وقد نَشَّرَتْ | ذَوائِبَ النّارِ قُرَيْشُ البِطاحْ |
حيثُ القِبابُ الحُمْرُ مَحْفوفَة ٌ | بِالأَسَلِ السُّمْرِ وَبِيضِ الصِّفاحْ |
حَلَّ الدُجى حُبْوَتَها إذْ سَرَى | وَاللَّيْلُ لِلْبَدْرِ حِماهُ مُباحْ |
إذا الكَرى رَنَّقَ في عَيْنِهِ | رَنا بِأَجْفانٍ مِراضٍ صِحاحْ |
وَإِنْ وَشى الحَلْيُ بِهِ راعَهُ | بَعْدَ وَفاءِ الخُرْسِ غَدْرُ الفِصاحْ |
وَكَيْفَ يَسْتَكْتِمُ خَلْخالَه | سِرَّاً وقد نَمَّ عليهِ الوِشاحْ |
إذا رَنا لَفَّ الرَّدى حاسِراً | بِدارِعٍ، فاللَّحْظُ شاكي السِّلاحْ |
وما أَضاءَ البَرْقُ مِنْ ثَغْرِهِ | إلاّ تَجَلّى حَبَبٌ فوقَ راحْ |
كأَنَّهُ الرَّوْضَة ُ مَطْلولَة ً | لَها اغتِباقٌ بِالنَّدى وَاصطِباحْ |
إن مَطَرَتْ فيها دُموعُ الخَيا | ظَلَّتْ بِأَنْفاسِ النُّعامى تُراحْ |
فَالطَّرفُ - إنْ مَرَّضَهُ- نَرْجِسٌ | وَالخَدُّ وَرْدٌ، وَالثُّغورُ الأَقاحْ |
صَغا إلى اللَّلاحي وَصَغْوُ الهَوى | إليهِ، لارُوِّعَ صَبٌّ بِلاحْ |
كَالمُهْرِ إِنْ طامَنْتَ مِنْ غَريبهِ | أَشَمَّهُ المَيْعَة َ جِنُّ المِراحْ |
أُنْصِفُ إنْ جارَ، وَأَعْنو إذا | سَطا، وَأَلقى بالخُشوعِ الجِماحْ |
فالغِيُّ رُشْدٌ، وَهَواني لَهُ | في الحُبِّ عِزٌّ، وَفَسَادي صَلاحْ |
وَرُبَّما تَجْمَحُ بي نَخْوَة ٌ | تَلْهَجُ عَيْنايَ لَها بِالطِّماحْ |
سَأَطْلُبُ العِزَّ وَلَوْ رَفْرَفَتْ | على حَواشِيهِ عَوالي الرِّماحْ |
بِضَربْة ٍ رَعْلاءَ أَو طَعْنَة ٍ | تَخاوَصَتْ مِنْها عُيونُ الجِراحْ |
مَتى أراها وَهْي مُزْوَرَّة ٌ | تَعْدو بآسادِ الشَّرى كَالسَّراحْ |
وَاليومُ مُحْمَرُّ أَديمِ الضُّحى | بِالمَشْرَفِيَّاتِ صَقيلُ النَّواحْ |
فَالذَّابِلُ الخَطِّيُّ يَشْكُو الصَّدى | حَتَّى يُرَوَّى بِالنَّجيعِ المُفاحْ |
ياسَرَواتِ الرَّكْبِ رِفْقاً بِنا | فَالأَرْحَبِيّاتُ رَذايا طِلاحْ |
أَسْمَعَها الرَّعْدُ بِإِرْزامِهِ | إهابَة َ الحادي وَراءَ اللِّقاحْ |
وَاعْتَرَضَ المُزْنُ وفي شَوْطِهِ | دونَ شَآبيبِ حَياهُ انْتِزاحْ |
يُومِضُ بِالبَرْقِ، وَكَمْ حارَدتْ | بِوَدْقِهِ أَطْباؤُهُ حينَ لاحْ |
يَحْكي أَبا المِغْوارِ في بِشْرِهِ | يالَيْتَهُ أَشْبَهَهُ في السَّماحْ |
سِيرُوا إلى آلِ عَدِيٍّ نُقِمْ | في عَطَنٍ رَحْبٍ وَحَيٍّ لَقاحْ |
حيثُ العِراصُ الخُضْرُ، وَالأَنْعُمُ الـ | بِيضُ، وَأَنْوارُ الوُجوهِ الصِّباحْ |
لا المَنْهَلُ المَوْرِودُ طَرقٌ، ولا الـ | ـمَسْرَحُ مَمْنوعٌ، ولا الظِّلُّ ضاحْ |
إذا بَلَغْنا عَضُدَ الدِّينِ لَمْ | نَثْلِمْ شَبا المَحْلِ بِضَرْبِ القِداحْ |
نُهدي إليهِ مِدَحاً نَمْتَري | بِهِنَّ خِلْفَ لنّائلِ المُسْتَماحْ |
أَرْوَعُ طَلْقُ البُرْدِ، لَمْ يَحْتَضِنْ | مِنَ التُّقى حاشِيَتْيهِ جُناحْ |
نائي المَدى ، يَقْصُرُ عن شَأْوِهِ | خُطاً أَطالِتها الأَعادي فِساحْ |
لا يَغْلِبُ الحَقَّ بِهِ باطِلٌ | ولا يُدانِي الجِدَّ منهُ مِزاحْ |
وَمَأْزِقٍ أَغْمدَ فيه الظُّبا | لَمّا انتَضى عَزْمَتُهُ لِلْكِفاحْ |
وَنازَلَ المَوْتَ بِأَرْجائِهِ | شَهْباءُ تَقْتَادُ المَنايا رَداحْ |
وَأَنْصَتَ القِرْنُ لِداعي الرَّدى | حيثُ العَوالي جَهَرَتْ بِالصيِّاحْ |
حَتّى تَولَّى كَالنَّعامِ العِدا | مُقَنَّعي الهامِ بِبَيْضِ الأَداحْ |
ياواهِبَ الأَعْمارِ بَعْدَ اللُّها | وَرَتْ زِنادي بِكَ قَبْلَ اقْتِداحْ |
إليكَ أَغْدو غَيْرَ مُسْتَلْفِتٍ | جِيدي إلى رَشْحِ أَكُفُّ شِحاحْ |
بِهِمَّة ٍ تَفْتَرُّ عَنْ مُنْيَة ٍ | مَدَّ هَواديهِ إليها النَّجاحْ |
وبينَ طِمْرَيَّ فَتى ً ماجِدٌ | لَمْ يَجْتَذِبْ عارِفَة ً بِامْتِداحْ |
وَحاجة ٍ دافَعَ عَنْ نَيْلِها | وَجْهٌ حَيِيٌّ وَزَمانٌ وَقاحْ |
وَحاذَرَ المِنَّة َ مِنْ باخِلٍ | فَطَلَّقَ المِنْحَة َ قَبْلَ النِّكاحْ |