يا أبا الفَضْلِ هَيّجَتْكَ الرّسُومُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا أبا الفَضْلِ هَيّجَتْكَ الرّسُومُ | تعد فوزٍ كأنّهنّ الوشومُ |
إنّ وَجْدي بفَقدِ فَوزٍ وإشْفَا | قي عليها والدّهر دهرٌ غشومُ |
وجدُ يعقوب بعد يوسف إذ بـ | ـيّضَ عَينَيهِ الحُزْنُ فهوَ كَظيمُ |
وسروري بأن أراها كما سُـ | ـرَّ بمفدى إشحاق إبراهيمُ |
أصبح القلبُ بالعراق وأمسى | بالحجازِ الهَوى فكيف النعيمُ؟ |
أصْبَحَتْ بالحجازِ فَوْزٌ وعَبّا | سٌ أبو الفَضلِ بالعِراقِ مُقِيمُ |
خندقت حول قلبه بالصّبابا | تِ فَما حَوْلَهُ حِمى ً مَكلُومُ |
إنّ فيما بين البقيع وبطحا | نَ لَداراً فيها الهَوى مكْتُومُ |
لستُ أنسى بكاءها يوم ساروا | بأبي دمع عينيها المسجومُ |
ساق طرفي إلى فؤادي البلايا | إنّ طرفي على فؤادي مشومُ |
كَتَبَ الحُبُّ في فُؤادي كِتاباً | هو بالشّوق والضّنى مختومُ |
حفظ اللهُ معشراً فارقوني | لا يُطيعُونَ في الهَوى مَن يَلُومُ |
لَيتَ شِعري أيَرْجِعُونَ إلَينا | فنَرَاهُمْ أمْ قَصْدُهُمْ أن يُقيموا |
إنّ يكُنْ يَنْفَعُ البكاءُ عَلَيْهِمْ | فابكِ حتى تَمُوتَ يا مَحرُومُ |
جَمَعَ الله بَينَ فوزٍ وعَبّا | سٍ لتحظى كريمة ٌ وكريمُ |
لا تطيقُ الجبالُ يامغشر النّا | سِ من الحبّ ما تطيقُ الجسومُ |
هل لكُمْ أن نَقُوَم نَبكي جميعاً | ونَشُقَّ الجُيُوبَ؟ بالله قُومُوا |
واشهدوا قد نذرتُ إن كان من فوْ | زٍ على ما يُقِرُّ عَيني تَدُومُ |
حَجّة ً ماشِياً وتَحريرَ ما أمْـ | ـلِكُ شكْراً وَما حَييتُ أصُومُ |
لَيتَ شِعرِي أتَذكُريني كذِكري | لكِ أمْ عَهدُكِ الذي لا يَدُومُ |
ليت لي كلّما ذكرتكِ يا فو | زُ نهاراً أو حين تبدو النّجومُ |
رقدَة َ الرّاقدينَ في الكَهفِ إذ رُو | عيَ بالحِفظِ كَهفُهُمْ والرّقيمُ |
اشفعي يا ظلوم لي عند فوزٍ | طالما قد نفعتني يا ظلومُ |
أسقَمَ الله قَلبَها مِثلَ ما أسْـ | ـقمقلبي فإنّ قلبي سقيمُ |
زعمت في الكتاب أنّي تبدّلـ | ـتُ سواها وأنّ عهدي ذميمُ |
رحم اللهُ من دعا لي إذا قا | مَ يصلّي فإنّني مظلومُ |
لا وربِّ الوفود للبيت تهوي | بهِمُ العِيسُ قد بَرَاها الرَّسِيمُ |
ما تغيّرتُ بعد فوزٍ ولا كا | نُ فؤادي بغير فوزٍ يهيم |
لعن اللهُ كلّ ذي خُلّة ٍ يمـ | ـشي وَفي النّاسِ قَلبُهُ مَقْسُومُ |
أمِنَ العَدْلِ أن تُعَدّ صَبابا | تي ذنوباً ؟ كذلك تقضي سدومُ |
إنْ عَدَدتُمْ هَوايَ ذَنْباً فإنّي | أُشْهِدُ الله أنّ ذَنبي عَظيمُ |