دعا عبرتي تجري على الجور والقصد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَعا عَبرَتي تجرِي على الجَوْرِ والقَصْدِ، | أظُنُّ نَسيماً قارَفَ الهَجرَ من بَعدِي |
خَلا ناظِرِي من طَيْفِهِ، بَعْدَ شَخصِهِ، | فَيا عَجَباً للدّهْرِ فَقْداً عَلى فَقْدِ |
خَليليّ! هَلْ مِنْ نَظْرَةٍ تُوصِلانها | إلى وَجَنَاتٍ يَنْتَسِبْنَ إلى الوَرْدِ |
وقدٍّ يكادُ القلبُ ينقدُّ دُونَهُ | اذا اهتز في قُرْبٍ مِنَ العَين أو بُعدٍ |
بنفسي حبيبٌ نقّلُوهُ عن اسمِهِ | فباتَ غريباً في رَجَاءٍ وفي سَعْدِ |
فيا حائلاً عن ذلك الاسمِ لاتحُلْ | وإنْ جَهِدَ الاعداءُ عن ذلكَ العهد |
كَفَى حَزَناً أنّا عَلى الوَصْلِ نَلْتَقِي | فُوَاقاً، فَتثْنِينَا العُيُونُ إلى الصّدّ |
ولَوْ تُمكِنُ الشّكوَى لخَبّرَكَ البُكَا | حَقيقَةَ ما عندي، وإن جَلّ ما عندي |
هَوًى، لا جَميلٌ في بُثَيْنَةَ نَالَهُ | بمِثلٍ، ولا عَمْرُو بنُ عَجلانَ في هندِ |
غُصِبْتُكَ مَمزوجاً بنَفسي، وَلاَ أرَى | لَهُمْ زَاجِراً يَنهَى، وَلاَ حاكماً يُعدي |
فَيا أسَفا، لَوْ قَابَلَ الأسَفُ الجَوَى، | وَلَهْفَا لَوَ انّ اللّهفَ في ظالمٍ يُجدِي |
أبا الفَضْلِ! في تِسعٍ وَتِسعينَ نَعجَةً | غِنًى لكَ عَنْ ظَبيٍ، بساحَتِنا، فرْدِ |
أتأخُذُهُ مِنّي، وَقَدْ أخَذَ الجَوَى | مآخِذَهُ مِمّا أُسِرُّ، وَما أُبْدِي |
وتخطو إليه صبوتي وصبابتي | ولم يخطه بثي ولم يعده وجدي |
وَقُلتَ اسْلُ عَنهُ، والجَوَانِحُ حَوْلَهُ، | وَكَيْفَ سُلُوُّ ابنِ المُفَرّغِ عَنْ بَرْدِ |