أَبَا حَسَنٍ كَمْ أَلوُمُ الفِرَاقَ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَبَا حَسَنٍ كَمْ أَلوُمُ الفِرَاقَ | وَحَظِّيَ يُوجِبُ أَنْ يَبْعُدَا |
وكمْ أمطلُ النومَ حتَّى أراكَ | وأمنعَ عينيَ أنْ ترقدَا |
فَقَدْ صَارَ لِي فَيْهِمَا عَادَة ً | تعلمُ نوميَ أنْ يشردَا |
عَذِيرِي مِنَ الرُّوم جَارَ الفِرَاقُ | عليَّ بحكمٍ لهُ واعتدَى |
دَعَوْتُكَ مِنْ أَرْضِهِمْ عَانِيَا | فَنَاهَلَتْنِي ذَلِكَ المَوْرِدَا |
وَأَوْثَقْتَ نَفْسَكَ خرْصَاً عَليَّ | عليَّ حتَّى عدمتُ بأنْ أوجدَا |
فَلا كَانَ وَعْدُهُم مَا أَغَثَّ | فِيهِ المِطَالُ وَمَا أبْرَدَا |
لعلَّ مقامكَ هذا الطويلَ | يكونُ لحينهمُ موعدَا |
فيخرجُ بطريكهمُ مسلماً | وَيَجْعَلُ قُسْاً بِهِمْ مَسْجِدَا |
فيعلمُ حازمهمُ أنهمْ | أَثَارُوا بِكَ الأسَدَ المُلْبَدَا |
وإنكَ قد جئتهمْ مصلحاً | فكنتَ بجهلهمُ مفسدَا |
فإنْ طلبُوا منكَ عودَ البلادِ | فَقَدْ لَحِقَ الأقْرَبُ الأبْعَدَا |
وإنْ حاولُوا بكَ سيرَ الجراحِ | فَقْدَ شَرَعَتْ فِي العِظَامِ المَدَى |
وَخُبَّرْتَ قَوْمَكَ ظنُّوا ثَوَاكَ | عندهمُ أبداً سرمدَا |
فَأَسْرَفَ إِذْلاَلُهُم فِي الجَفَا | وَجَاءَ يَفُوقُ الذِي عَوَّدا |
وإنْ لمْ تكنْ صافحاً عنهمُ | فَمِنْ أَيْنَ صِرْتَ لَهُمْ سَيِّدا |
أبوكَ أبوهمْ ولولا الضيَا | ء ما فضلَ القمرُ الفرقدَا |
لَكَ الخَيْرَ عِنْدِي دَاءَ مَرِضْتُ | فكنتُ أكاتمهُ العودَا |
وفنٌّ منَ الوجدِ ما أستعينُ | بغيركَ منْ جودهِ مسعدَا |
أُرِيْدُ لأَكْتَم وَالوَاسِطيُّ | يفضحهُ كلمَا غردَا |
نَدِمْتُ كَمَا نَدِمَ البُحْتُريُّ | وَزِدْتُ عَلَيْهِ بِبُعْدِ المَدَى |
فَدُونَ هَوَايَ فَلاً لو سَرَى | نَسِيْمُ الرِّيَاحِ بِهِ مَا اهْتَدَى |
فَهَل عِنْدَ رَأْيِكَ مِنْ حِيْلَة ٍ | تُعِيْن بِهَا هَائِماً مُفْرَدَا |
فقدْ طالمَا أنقذتني يداكَ | وَقَدْ عَلِقَتْني حِبَالُ الرَّدَى |
وحملتَ مالكَ ما لا يطاقُ | فَكُنْتَ عَلَى عُسْرِهِ أَحْمَدا |
وواللهِ لا شمتُ غيثاً سواكَ | فَإمَّا نَدَاكَ وَإمَّا الصَّدَى |