طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ | بُعيْد الشَّبابِ عصرَ حانَ مشيبُ |
تُكلِّفُني ليلَى وَقد شَطَّ ولْيُها | وعادتْ عوادٍ بينَنا وخُطُوبُ |
مُنعَّمة ٌ لا يُسْتطاعُ كلامُها | على بابِها من أن تُزارَ رقيبُ |
إذا غاب عنها البعْلُ لم تُفْشِ سِرَّهُ | وتُرْضي إيابَ البَعْل حينَ يَؤُوبُ |
فلا تَعْدِلي بَيْني وبينَ مُغَمَّرٍ | سقَتكِ رَوايا المُزن حيث تَصوبُ |
سقاكِ يمانٍ ذُو حَبيٍّ وعارِضٍ | تَروحُ به جُنْحَ العَشيِّ جُنوبُ |
وما أنتَ أم ما ذِكرُها رَبَعِيَّة ً | يُخَطُّ لها من ثَرْمَداء قَليبُ |
فإنْ تَسألوني بالنِّساء فإنَّني | بصيرٌ بأدواءِ النِّساء طبيبُ |
إذا شاب رأسُ المَرْءِ أو قَلَّ مالهُ | فليس له من وُدِّهِنَّ نصيبُ |
يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَهُ | وشرْخُ الشَّباب عنْدَهُنَّ عجيبُ |
فَدعها وسلِّ الهمَّ عنك بِجِسرة ٍ | كَهَمِّكَ فيها بالرِّادفِ خبيبُ |
وناجِيَة ٍ أفْنَى رَكِيبَ ضُلوعِها | وحارِكَها تَهَجُّرٌ فدُؤوبُ |
وتصبحُ عنِ غبِّ السُّرى وكأنها | مُوَلَّعة تخشى القَنيص شَبوبُ |
تَعفَّق بالأرْطى لها وأرادها | رجالٌ فَبَذَّتْ نَبْلَهم وَكَليببُ |
إلى الحارث الوهَّاب أعلمتُ ناقتي | لِكلكِلها والقُصْريْين وجيبُ |
لتِبُلغني دار امرئٍ كان نائياً | فقد قرَّبتني من نداكَ قَروبُ |
إلَيكَ ـ أبيت اللَّعْنَ ـ كان وجيفُها | بِمُشتبِهاتٍ هَوْلُهُنَّ مَهيبُ |
تتَّبعُ أفْياءَ الظِّلالِ عَشيَّة ً | على طُرُقٍ كأنَّهُن سُبُوبُ |
هداني إليك الفرقدانِ ولا حِبٌ | لهُ فوقَ أصواءِ المتانِ علوبُ |
بها جيفُ الحسرى فأمَّا عِظامُها | فبيضٌ وأمَّا جِلدُها فَصليبُ |
فأوردتُها ماءً كأنَّ جِمامَهُ | مِنَ الأجْنِ حنَّاءٌ معا وصبيبُ |
تُراد على دِمْن الحياضِ فإنْ تَعف | فإنَّ المُندَّى رِحْلَة ٌ فرُكوبُ |
وأنتَ امرؤٌ أفضَت إليك أمانتي | وقبلكَ ربَّتني فَضِعتُ رُبوبُ |
فأدت بنو عَوفِ بنِ كعب رَبيبها | وغُودِرَ في بعض الجُنودِ رَبيبُ |
فواللهِ لولا فارسُ الجونِ منهمُ | لآبُو خَزَايا، والإِيابُ حَبِيبُ |
تُقدمُه حتَّى تغيبَ حُجُوله | وأنت لبَيض الدَّارعين ضروبُ |
مُظاهرُ سِربَالي حَديد عليهِما | عَقيلا سُيوفٍ مِخذَمٌ وَرسوبُ |
فَجالدتَهُم حتَّى اتّضقوك بكبشهمْ | وقد حانَ من شمسِ النَّهارِ غُروبُ |
وَقاتَل من غسَّان أهْلُ حِفاظِها | وهِنبٌ وقاسٌ جالدت وشَبيبُ |
تَخشخشُ أبدانُ الحديدِ عليهِمُ | كما خَشخَشت يبسَ الحصاد جنوبُ |
تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها | وأنتَ بها يوْم اللّقاء تطيبُ |
كأنَّ الرجال الأوس تحت لَبانِه | وما جَمعتْ جَلٌّ ، معاً ، وعتيبُ |
رغا فَوقَهم سَقب السَّماءِ فداحصٌ | بِشكَّتِه لم يُستلَبْ وسليبُ |
كأنَّهُمُ صابَتْ عليهمْ سحابة ٌ | صَواعِقُها لِطَيرهنَّ دبيبُ |
فَلَمْ تنجُ إلا شطبة ٌ بِلجامِها | وإلاّ طِمِرٌّ كالقناة نَجيبُ |
وإِلا كميٌّ ذوِ حِفاظٍ ، كَأنَّهُ | بما ابتَلَّ من حد الظُّبات خصيبُ |
وفي كُلِّ حيٍ قد خَطَبت بنعمة | فحُقَّ لِشأسٍ من نَداكَ ذَنوبُ |
وما مِثْلُهُ في النَّاس إلا قبيلُهُ | مُساوٍ ، ولا دانٍ لَذاكَ قَريبُ |
فلا تَحْرِمنِّي نائلاً عن جَنابَة ٍ | فإنِّي امرؤ وَسطَ القباب غريبُ |