حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَدِيثُ غَرَامِي في هَوَاكَ قديمُ | وفرطُ عذابِي في هواكَ نَعيمُ |
بِمَت شِئْتَ عَذِّبْ غَيرَ سُخْطِكَ إنَّهُ | ـ وَصدِّق ولائي في هَوَاكَ ـ أليمُ |
تُمَثِّلُكَ الأشواقُ وهماً لخاطِري | فَيُدْرِكُني بالخَوْفِ مِنْكَ وُجُومُ |
وتقنعُ منك الرُوحُ لمحَ توَهُّمٍ | فَتَحْيَا بِهَا الأَعْضَاءُ وَهْيَ رَمِيمُ |
هنيئاً لطرفٍ فيكَ لا يعرِفُ الكَرى | وَتَبّاً لِقَلْبٍ فيكَ لَيْسَ يَهيمُ |
ولمَّا جَلاكَ الفِكْرُـ يا غَاية َ المُنَى ـ | فظلَّ بقلبِي مُقْعِدٌ ومُقيمُ |
وَمَا الكَوْنُ إلا صُورة ً أنْتَ رُوحُها | وجِسْمٌ بغيرِ الرُّوحِ كيفَ يقُومُ |
تَوَّهَم صَحْبي أَنَّ بِي مَسُّ جِنَّة ٍ | وأنكر حَالي صَاحِبٌ وَحَميمُ |
فَبُحْتُ بِما ألقاهُ مِنْكَ مُصَرِّحاً | وَمَا نالَ لَذّاتِ الغَرامِ كتُومُ |
أغصنَ النَقا إنّي أغارُ إذَا غَدَا | يُلاعِبُ عِطفيكَ الرّشاقَ نَسِيمُ |
ولَمَا بَدَتْ في طَوْرِ خَدِّكَ جَذْوة ٌ | ولاحتْ لِقَلبي عَادَ وَهُوَ كَليمٌ |
يَلذُّ لِقَلبي في هَوَاكَ عَذابُهُ | وَلِمْ لا وبالأَحوالِ أَنْتَ عليمُ |
يميناً بأصواتِ الحَجيجِ على مِنى ً | وَصَحْبٍ لَهُمْ بالمأْزمين زَميمُ |
لأَنْتَ وإنْ أَصْبَحْتَ بالوَصْلِ باخِلاً | عليَّ احْتِقاراً بي لَديَّ كَرِيمُ |
ويا شرفي لمَّا غَدَوتَ وللهوى | عَلى جَسَدِي المُضْنى النَّحيل رُسُومُ |
وَيَا سائِقاً يُضنِي الرّكائِبَ طلَّحاً | لَهَا في الرُّسوم المُقفراتِ رَسيمُ |
إذَا عَايَنَتْ عَيْنَاكَ بارِقَ أَبْرَقٍ | يَلُوحُ كَمَا في الأُفُقِ لاح نُجُومُ |
وَبَاحَتْ بأسرارِ الرُّبَا نَسْمَة ُ الصَّبا | وَعطَّر أقطارَ القفارِ شَميمُ |
وَعَايَنْتَ سَلْعاً قِفْ وسائِلْ أَحِبَّتِي | فهَذا الذي أصبحتُ مِنكَ أرومُ |
فثمَّ رَشاً شوقي إليه مُبَرِّحٌ | وَريم فُؤادي عنهُ ليسَ يَريمُ |
أَغَالِطُ عَنْهُ بالكلامُ مُجالِيسي | وَفي القَلب مِن ذِكري سِواه كُلُومُ |
لَهُ مِنْ سُوَيداءِ الفؤَادِ مَعاهِدٌ | وبَينَ سَوادِ المُقْلَتَيْنِ رُسُومُ |
وقل يا غريب الحُسنِ رِقّ لِنازِحٍ | غَريبٍ لَهُ قَلْبٌ لَدَيكَ مُقيمُ |
تَرحَّلَ عنهُ مُذْ تَرَحَّلتَ نافِراً | فليس لهُ حتى القُدوم قُدومُ |
عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ كَئيبٍ مُتيَّمٍ | تَظَلُّ سليماً وهو مِنْكَ سَليمُ |