يا واقفاً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مالي أراك تقلبُ النظرا | وكأن عينك لا ترى أثرا ؟ |
وكأن قلبك لايحس بما | يجري ولا يستشعر الخطرا |
وكأن ما في الكونِ من عبرٍ | ومن المواعظ واجهت حجرا |
مالي أراك عقدتَ ألويةً | للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟ |
أو ما ترى شمس الضحى وإذا | جن الظلام ، أما ترى القمرا ؟ |
أو ما ترى الأرض التي ابتهجت | أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟ |
يا هارباً من ثوب فطرته | أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟ |
أو ما ترى نار الظلال رمت | لهباً إليك وأرسلت شررا؟ |
مالي أراك كريشة علقت | ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟ |
تصغي لقول المصلحين وإن | فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا |
إن أحسن الناس اقتديت بهم | وإذا أســـــــــاؤا تتبع الأثرا |
أتظل بين الناس إمعةً | يسري بك الطوفان حيث سرى؟ |
عجباً أما لك منهج وسط | كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟ |
يا ساكنا في دار غفلته | متوارياً وتعاتب القدرا |
أنسيت أن الأرض حين ترى | الجفاف تراقب المطرا ؟ |
أنسيت أن الغصن يسلبه | فصل الخريف جماله النضرا |
مالي أراك مذبذباً قلقا | حيران يشكو طرفك السهرا ؟ |
هذا قطار العمر ، ما وقفتْ | عــــرباته يوماً ولا انتظرا |
فإلى متى تبقى بلا هدفٍ | اسماً كأنك تجهل السفرا ؟ |
هبت رياح المرجفين على | اسلامنا ، فلتحسن النظرا |
أو ليس للقرآن جلجلة | في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟ |
أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق | رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟! |
خسر الجزوع وإن سعى سعياً | نحو المراد ، وفاز من صبرا |
الأرض كل الأرض ترقبنا | وتقول : هذا بابي انكسرا |
لم تسلك الدرب الصحيح فهل | ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟ |
إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ | وأخــــــــطأ تاب واعتذرا |
هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ | فبها تسامى المجد وازدهرا |
رفعت لواء الحق منذ هوت | أصنامها وضلالها اندحرا |
هي واحة الدنيا فكم نشرت | ظلاً على من حج واعتمرا |
فافخر بها إن المحب إذا | صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا |
دع عنك من ماتت مشاعره | وفؤاده في حقده انصهرا |
أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً | نحو التراب ويترك الثمرا ؟ |
فإلى متى أبقى تدنسني | مدنية ، وجدانها كفرا ؟ |
ولديكم الاسلام ينقذني | مما أعاني يدفع الخطرا |
الأرض تدعونا انتركها | ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟ |
يا واقفاً والركب منطلقٌ | أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟ |
أو ما ترى في العصر عولمةٌ | |
............. جلبت إليك بنفعها الضررا | |
ولديك مفتاح الصعود بها | إن لم تكن ممن بها انبهرا |
عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ | كم مركبٍ في موجه انغمرا |
كن واضحاً كالشمس صافية | بيضاء يجلو نورها البصرا |