سقى اللَّه نجداً كلما ذكروا نجداً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سقى اللَّه نجداً كلما ذكروا نجداً | وقلَّ لنجد أن أهيم به وَجْدا |
طربت وهاجتني شمال بليلة | وجَدت لمسراها على كبدي بَردا |
ويا حبذا نجد وبرد أصيله | وعيشاً تركناه بساحته رغْدا |
لياليَ شملي بالأحبة جامعٌ | وإذ غصني الريان لا يسع الجلدا |
لعمر ظباء بالعقيق أوانس | لقد صدن باللوى أسداً وردا |
ولو لم يُساقطن الحديث كأنما | يشعشعن بالخمر المعتقة الشهدا |
منعت فؤادي أن يباح له حمى | وصنت دموعي أن أفض لها عقدا |
وعزم إذا خيمت سافر وحده | شققت به لليلي عن منكبي بردا |
فطمت عليه العزم قبل رضاعه | إليه وأعملت المسوَّمة الجردا |
ولا غَرَرٌ إلا شمِمْتُ له يداً | ولا خطر إلا قدحت له زندا |
ولا قفرة إلا وأمسيت صلّها | ولا حَضَرٌ إلا وظلْتُ له وَفْدا |
كحلت بهمّي عين كل كريهة | إليها تخطّيت الأساوِدَ والأُسدا |
بهمة مستحْلٍ من المجد مُرة | وعزمة مستدنٍ من الشرف البعدا |
وطئت بها بسط الملوك مبجلاً | وما وصلت لي منهم رحم عهدا |
وأصبحت للباب المحجب والجاً | ويُوسَعُ غيري أن يمرَّ به طردا |
ولست بهياب إذا لم تطل يد | تميمته ذم الزمانَ أو الْجَدا |
أبى اللَّه لي دار الهون وهمة | موكَّلة والواخدات بنا وخدا |
غدا الدهر مني حالياً بمفاخر | ورحت كنصل السيف يحملني فردا |
وقد علم الأقوام أن شريعتي | من المجد لم تسهل على أحد وِردا |
ولست فتى إن شمت برق سحابة | لغير كريم أو سمعت لها رعدا |
متى أتتِ الشيخ الجليل مطيتي | فقدت يدي إن لم أقدّ لها جلدا |
تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا | ويضرب هاماتِ الملوك إذا شدَّا |
يُحكّم إلا في محارمه الندا | ويعمل إلا في مكارمه القصدا |
ألم ترني قيدت في طوس عزمتي | ولولاه ما كانت على كبدي تندى |
وكنت امرأ لا أرتضي المجد خادماً | ذهاباً بنفسي فکتسمت له عبدا |
قصدناك لا إن الضلال أجارنا | ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا |
فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا | ولا منزعي أشوى ولا مطلبي أكدا |
فلو كنت غيثاً لم شم برق خلب | ولو كنت بحراً لم يزل أبداً مدّا |
أملء فمي فخراً ووسع يدي ندا | وحسب المنى وقدر الْجدَا جَدّا |
أعرني يداً تمي دنانير في الندا | كما تنثر الأغصان يوم الصبا وردا |
أعرك ثناء لا تغبّ وفوده | كما تنشر الأمطار فوق الربا برد ا |
وأُلبسك مدحاً لا يعاد فريده | كما ينفح الند الذكي إذا ندا |
تعيد المساعي غضة بعد يبسها | وشِيب المعاني بعد كبرتها مردا |
هلم العطايا فاللّها تفتح اللها | وسح الندا يستنجز الخاطرَ الوعدا |
جلبت إليك المدح مغلّى بسومه | أرغبة َ مبتاع لمدحيّ أم زهدا |
أشم مدحي كفا بها تبتني العلى | ولا تعدني رأياُ به تعمر المجد ا |
فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكرة | وما المال إلا ما اشتريت به الحمدا |
وما دولة أنت المدبر أمرها | بمنشب ظفر ما بقيت لها سدا |