مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكِبُ | كَأَنَّهُ مِنَ كُلى ً مَفْرِيَّة ٍ سَرِبُ |
وَفْرَاءَ غَرْفِيَّة ٍ أَثْأَى خَوَارِزُهَا | مشلشلٌ ضيَّعتهُ بينها الكتبُ |
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياَعِهِمْ خَبَراً | أَمْ رَاجَعَ الَقْلبَ مِنْ أَطْرَابِهِ طَرَبُ |
مِنْ دِمْنَة ٍ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبَا سُفعاً | كما تُنشَّرُ بعدَ الطِّيَّة ِ الكتُبُ |
سَيْلاً مِنَ الدِّعْصِ أغْشتْهُ معَاَرِفَهَا | نَكْبَآءُ تَسْحَبُ أَعْلاَهُ فَيَنْسَحِبُ |
لاَ بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنهَا | مَرّاً سَحَابٌ وَمَرّاً بَارِحٌ تَرِبُ |
يبدو لعينيكَ منها وهيَ مزمنة ٌ | نُؤْيٌ وَمُسْتَوْقَدٌ بَالٍ وَمُحْتَطَبُ |
إلى لوائحَ من أطلالِ أحوية ٍ | كَأَنَّهَا خِللٌ مَوْشِيَّة ٌ قُشُبُ |
بجانبِ الزُّرقِ لمْ تطمسْ معالمها | دوارجُ المورِ والأمطارُ والحقبُ |
دِيَارُ مَيَّة َ إِذْ مَيٌّ تُساَعِفُنَا | ولا يرى مثلها عُجمٌ ولا عربُ |
برّاقة ُ الجيدِ واللَبّاتِ واضحة ٌ | كأنَّها ظبية ٌ أفضى بها لببُ |
بين النَّهارِ وبينَ اللّيلِ من عقدٍ | عَلَى جَوَانِبِهِ الأْسْبَاطُ وَالْهَدَبْ |
عَجْزَآءُ مَمْكُورَة ٌ خُمْصَانَة ٌ قَلِقٌ | عَنْهَا الْوِشَاحُ وَتَمَّ الْجسْمُ وَالْقَصَبُ |
زينُ الثّيابِ وإنْ أثوابُها استُلبتْ | فوقَ الحشيَّة ِ يوماً زانها السَّلبُ |
تريكَ سُنَّة َ وجهٍ غيرَ مقرفة ٍ | مَلْسَاءَ لَيْس بِهَا خَالٌ وَلاَ نَدَبُ |
إذا أخو لذَّة ِ الدَّنيا تبطَّنها | والبيتُ فوقهما باللَّيلِ محتجبُ |
سافتْ بطيِّبة ِ العرنينِ مارنُها | بِالْمِسْكِ والْعَنْبرِ الْهِنْدِيّ مُخْتَضِبُ |
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجاً إِذَا سَفَرَتْ | وتحرجث العينُ فيها حينَ تنتقبُ |
لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ | وفي اللِّثاتِ وفي أنيابِها شنبُ |
كَحْلآءُ فِي بَرَجٍ صَفْرَآءُ فِي نَعَجٍ | كأنَّها فضَّة ٌ قدْ مسَّها ذهبُ |
وَالْقُرْطُ فِي حُرَّة ِ الذّفْرَى مُعَلَّقَة ٌ | تباعدَ الحبلُ منهُ فهوَ يضطربُ |
تلك الفتاة ُ التي علِّقتُها عرضاً | إنّ الكريمَ وذا الإسلامِ يُختلَبُ |
لَيَالِيَ اللَّهْوُ يَطْبِينِي فَأَتْبَعُهُ | كَأَنَّنِي ضَارِبٌ فِي غَمْرَة ٍ لَعِبُ |
لاَ أَحْسِبُ الدَّهْرَ يُبلِي جِدَّة ً أَبَداً | وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ |
يَعْلُو الْحُزُونَ طَوْراً لِيُتْعِبَهَا | بِهِ التَّنَآئِفُ وَالْمَهْرِيَّة ُ النُّجُبُ |
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ | وسائرُ السَّيرِ إلاّ ذاكَ منجذبُ |
أخا تنائفَ أغفى عندَ ساهمة ٍ | بأخلقِ الدَّفِّ منْ تصديرها جلبُ |
تشكو الخشاشَ ومجرى النِّسعتينِ كما | أنَّ المريضُ إلى عوّادهِ الوصبُ |
كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ | إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ |
لا تشتكى سقطة ٌ منها وقدْ رقصتْ | بِهَا الْمَفَاوِزُ حتَّى ظَهْرُهَا حَدِبُ |
كأنّ راكبَها يهوي بمنخرقٍ | مِنَ الْجَنُوبِ إذَا مَا رَكْبُها نَصِبُوا |
تخدي بمنخرقِ السِّربالِ منصلتٍ | مثلِ الحُسامِ إذا أصحابهُ شحبوا |
وَالعِيسُ مِنْ عَاسِجٍ أَوْ وَاسِجٍ خَبَباً | ينحزنَ من جانبيها وهي تنسلبُ |
تُصْغِي إِذَا شَدَّهَا بِالْكورِ جَانِحَة ً | حتى إذا ما استوى في غرزها تثبُ |
وَثْبَ الْمُسَحَّج مِنْ عَانَاتِ مَعْقُلَة ٍ | كأنّه مستبانُ الشَّكِّ أو جنبُ |
يحدو نحائصَ أشباهاً محملجة ً | ورقَ السَّرابيلِ في ألوانها خطبُ |
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ | فَالْفَودَجَانِ فَجنْبَيْ وَاحِفٍ صَخَبُ |
حتى إذا معمعانُ الصَّيفِ هبَّ له | بأجَّة ٍ نشَّ عنها الماءُ والرُّطبُ |
وصوَّحَ البقل نأاج تجيءُ بهِ | هَيْفٌ يَمَانِيَة ٌ فِي مَرِهَا نَكَبُ |
وأدركَ المتبقَّى من ثميلتهِ | ومن ثمائلها واستشئَ الغربُ |
تَنَصَّبَتْ حَوْلَهُ يَوْماً تُراقِبُهُ | صُحْر سَمَاحِيجُ فِي أَحْشَائِهَا قَبَبُ |
حتى إذا اصفرَّ قرنُ الشَّمسِ أو كربتْ | أمسى وقدْ جدَّ في حوبائهِ القربُ |
فَرَاحَ مُنْصَلِتاً يَحْدُو حَلاَئِلَهُ | أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّقْرِيبُ وَالْخَبَبُ |
يعلو الحزونَ بها طوراً ليتعبها | شِبْهُ الْضِّرَارِ فَما يُزْرِي بِهَا التَّعَبُ |
كأنَّه معولٌ يشكو بلابلهُ | إذا تنكَّبَ من أجوازها نكبُ |
كَأَنَّهُ كُلَّمَا ارْفَضَّتْ حَزِيقَتُهَا | بالصُّلْبِ مِنْ نَهْشِهِ أَكْفَالَهَا كَلِبُ |
كأنَّها إبلٌ ينجو بها نفرٌ | من آخرينَ أغاروا غارة ً جلبُ |
والهمُّ عينُ أثالٍ ما ينازعهُ | منْ نفسهِ لسواها مورداً أربُ |
فغلَّستْ وعمودُ الصُّبحِ منصدعٌ | عَلَى الْحَشِيَّة ِ يَوْماً زَانَهَا السَّلَبُ |
عيناً مطحلبة َ الأرجاء طامية ً | فيها الضَّفادعُ -والحيتانُ- تصطخبُ |
يستلُّها جدولٌ كالسَّيفِ منصلتٌ | بينَ الأشاءِ تسامى حولهُ العُسُبُ |
وبالشَّمائلِ منْ جلاّنَ مقتنصٌ | فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ خَلآئِلِهِ |
معدُّ زرقٍ هدتْ قضباً مصدَّرة ً | مُلْسَ الْبُطُونِ حَدَاهَا الرِيشُ وَالْعَقَبُ |
كانتْ إذا ودقت أمثالهنَّ لهُ | فبعضهنَّ عنِ الأُلاّفِ مشتعبُ |
حتَّى إذا الوحشُ في أهضامِ موردِها | تغيَّبتْ رابها من خيفة ٍ ريبُ |
فعرَّضتْ طلقاً أعناقها فرقاً | ثمَّ اطَّباها خريرُ الماءِ ينسكبُ |
فأَقْبَلَ الْحُقْبُ وَالأكْبَادُ نَاشِزَة ٌ | فوقَ الشَّراسيفِ منْ أحشائها تجبُ |
حَتَّى إِذَا زَلَجَتْ عَنْ كُلِّ حَنْجَرَة ٍ | إلى الغليلِ ولم يقصعنهُ نُغبُ |
رمى فأخطأَ والأقدارُ غالبة ٌ | إِلاَّ النَّحِيَزة ُ وَالأَلْواحُ وَالْعَصَبُ |
يقعنَ بالسَّفحِ ممّا قدْ رأينَ بهِ | وقعاً يكادُ حصى المعزاءُ يلتهبُ |
كأنَّهنّ خوافي أجدلٍ قرمٍ | وَلاَ تُعَابُ وَلا تُرْمَى بِهَا الرِّيَبُ |
أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بِالْوَشْي أَكْرُعُهُ | وَلاَ تُقَسِّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ |
تقيَّظَ الرَّملَ حتَّى هزَّ خلفتهُ | تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَا فِي عَيشِهِ رَتَبُ |
ربلاً وأرطى نفتْ عنهُ ذوائبهُ | كواكبَ الحرِّ حتى ماتتِ الشُّهبُ |
أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِ | من ذي الفوارسِ يدعو أنفهُ الرِّببُ |
حتَّى إذا جعلتهُ بينَ أظهرها | من عجمة ِ الرَّملِ أثباجٌ لها خببُ |
ضَمَّ الظَّلاَمُ عَلَى الْوَحْشِيِّ شَمْلَتَهُ | وَرَائِحٌ مِنْ نَشَاصِ الدَّلْو مُنْسَكِبُ |
فَبَاتَ ضَيفاً إِلَى أَرْطَاة مُرْتَكِمٍ | منَ الكثيبِ لها دفءٌ ومحتجبُ |
ميلاءَ من معدنِ الصِّيرانِ قاصية ٍ | أبعارُهنَّ على أهدافها كثبُ |
وحائلٌ من سفيرِ الحولِ جائلهُ | حولَ الجراثيمِ في ألوانهِ شهبُ |
كَأَنَّمَا نَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِيَة ً | أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ |
كَأَنَّهُ بَيْتُ عَطَّارٍ يُضَمّنُهُ | كَأّنَّهَا جَمَلٌ وَهْمٌ وَمَا بَقِيَتْ |
إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَيْهِ غَبْيَة ٌ أَرِجَتْ | مرابضُ العينِ حتى يأرجَ الخشبُ |
تجلو البوارقُ عن مجرمِّزٍ لهقٍ | كأنَّه متقبّي يلمقٍ عزبُ |
والودقُ يستنُّ عن أعلى طريقتهِ | إِني أَخوُ الْجِسْمِ فِيهِ السُّقْمُ وَالْكُرَبُ |
كَأَنَّهَا فِضَّة ٌ قَدْ مَسَّهَا ذَهَبُ | منْ هائلِ الرَّملِ منقاضٌ ومنكثبُ |
إِذَا أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ لَهُ | دونَ الأرومة ِ من أطنابها طنبُ |
تُرِيك سُنَّة َ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَة ٍ | بنبأة ِ الصَّوتِ ما في سمعهِ كذبُ |
فباتَ يشئزهُ ثأدٌ ويسهرهُ | بَرَّاقَة ُ الْجِيدِ وَاللَّبَّات وَاضِحَة ٌ |
حتَّى إذا ما جلا عن وجههِ فلقٌ | هاديهِ في أخرياتِ اللَّيلِ منتصبُ |
أَغْبَاشَ لَيْلٍ تِمَامٍ كَانَ طَارَقَهُ | تطخطُخُ الغيمِ حتى ما لهُ جوبُ |
غدا كأنَّ بهِ جنّاً تذاءبُهُ | مِنْ كُلِّ أَقْطَارِهِ يَخْشَى وَيَرْتَقِبُ |
حتّى إذا ما لها في الجدرِ واتَّخذتْ | شمسُ النَّهارِ شعاعاً بينهُ طببُ |
ولاحَ أزهرُ مشهورٌ بنقبتهِ | كَأَنَّهُ حِينَ يَعْلُو عَاقِراً لَهَبُ |
هَاجَتْ لَهُ جُوَّعٌ زُرْقٌ مُخَصَّرَة ٌ | شوازبٌ لاحها التَّغريثُ والجنبُ |
غُضفٌ مهرَّتة ُ الأشداقِ ضارية ٌ | مِثْلُ السَّرَاحِينِ فِي أَعْنَاقِها الْعَذَبُ |
وَمُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لبُغْيَتِهِ | ألفى أباهُ بذاكَ الكسبِ يكتسبُ |
مقزَّعٌ أطلسُ الأطمارِ ليسَ لهُ | إلا الضّراءَ وإلاّ صيدَها نشبُ |
فانصاعَ جانبهُ الوحشيَّ وانكدرتْ | يَلْحَبْنَ لاَ يَأْتَلِي الْمَطْلُوبُ وَالطَّلَبُ |
حَتَّى إِذَا دَوَّمَتْ فِي الأرضِ رَاجَعَهُ | كبرٌ ولو شاءَ نجَّى نفسهُ الهربُ |
خَزَايَة ً أَدْرَكَتْهُ بَعْدَ جَوْلَتِهِ | منْ جانبِ الحبلِ مخلوطاً به غضبُ |
فَكَفَّ مِنْ غَرْبِهِ وَالْغُضْفُ يَسْمَعُهَا | خَلْفَ السَّبِيْبِ مِن الإِجْهَادِ تَنْتَحِبُ |
حَتَّى إِذَا أَمْكَنَتْهُ وَهْوَ مُنْحَرِفٌ | أَوْ كَادَ يُمْكِنُهَا الْعُرْقُوبُ وَالذَّنَبُ |
بلَّتْ بهِ غيرَ طيّاشٍ ولا رعشٍ | إذ جلنَ في معركٍ يُخشى بهِ العطبُ |
فكرَّ يمشقُ طعناً في جواشنها | وُرْقَ السَّرَابِيلِ في أَلْوَانِهَا خَطَبُ |
فَتَارَة ً يَخِضُ الأَعْنَاقَ عَنْ عُرُضٍ | جَمَاجِمٌ يُبَّسٌ أَوْ حَنْظَلٌ خَرِبُ |
يُنْحِي لَهَا حَدَّ مَدْرِيٍّ يَجُوفُ بِهِ | حالاً ويصردُ حالاً لهذمٌ سلبُ |
حتّى إذا كُنَّ محجوزاً بنافذة ٍ | وَزَاهِقاً وَكِلاَ رَوْقَيْهِ مُخْتَضِبُ |
ولَّى يَهُزُّ انْهِزَاماً وَسْطَهَا زَعِلاً | جذلانَ قد أفرختْ عن روعهِ الكُربُ |
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عفْرِيَة ٍ | مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ |
وهنَّ من واطئٍ ثنييْ حويَّتهِ | وَنَاشِجٍ وَعَوَاصِي الْجَوْفِ تَنْشَخِبُ |
مُعَرِّساً فِي الصُّبْحِ وَقْعًتُهُ | أبو ثلاثينَ أمسى فهو منقلبُ |
شَخْتُ الْجُزَارَة ِ مِثْلُ الْبَيْتِ سَائِرُهُ | من المسوحِ خدبٌّ شوقبٌ خشبُ |
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكَانِ مِنْ عُشَرٍ | صَقْبَانِ لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهمَا النَّجَبُ |
أَلْهَاهُ آءٌ وَتَنُّومٌ وَعُقْبَتُهُ | زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ هَاجِعاً لَعِبَتْ |
يظلُّ مختضعاً يبدو فتُنكرهُ | حالاً ويسطعُ أحياناً فينتسبُ |
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً | أو منْ معاشرَ في آذانها الخُربُ |
هَجَنَّعٌ رَاحَ فِي سَوْدَآءَ مُخْمَلَة ٍ | منَ القطائفِ أعلى ثوبهِ الهدبُ |
أو مقحمٌ أضعفَ الإبطانَ حادجهُ | بالأمسِ فاستأخرَ العدلانِ والقتبُ |
أضلَّهُ راعيا كلبيَّة ٍ صدرا | عَنْ مُطْلِبٍ وَطُلَى الأَعْنَاقِ تَضْطَرِبُ |
يَرْتَادُ أَحْلِيَة ً أَعْجَازُهَا شَذَبُ | |
عليه زادٌ وأهدامٌ وأخفية ٌ | قَد كَادَ يَسْتَلُّهَا عَنْ ظَهْرِهِ الْحَقَبُ |
كلٌّ منَ المنظرِ الأعلى له شبهٌ | هذَا وَهذَانِ قَدُّ الْجِسْمِ وَالنُّقَبُ |
حتى إذا الهيقُ أمسى شامَ أفرُخهُ | وهنَّ لا مؤيسٌ نأياً ولا كثبُ |
يَرْقدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ وَيَطْرُدُهُ | حفيفُ نافجة ٍ عثنونُها حصبُ |
تَبْرِي لَهُ صَعْلَة ٌ خَرْجَآءُ خَاضِعَة ٌ | فالخرقُ دونَ بناتِ البيضِ منتهبُ |
كَأَنّهَا دَلْوُ بِئْرٍ جَدَّ مَاتِحُهَا | حتَّى إذا ما رآها خانها الكربُ |
وَيْلُمّهَا رَوْحَة ً وَالرّيحُ مُعْصِفَة ٌ | وَالْغَيْثُ مُرْتَجِزٌ وَاللَّيْلُ مُقْتَرِبُ |
لا يذخرانِ من الإيغالِ باقية ً | حَتَّى تَكَادُ تَفَرَّى عَنْهُمَا الأُهُبُ |
فكلُّ ما هبطا في شأوِ شوطهما | مِنَ الأَمَاكِنِ مَفْعُولٌ بِهِ الْعَجَبُ |
لا يأمنانِ سباعَ الأرضِ أو برداً | إِنْ أَظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لَجَبُ |
لَهُ عَلَيْهِنَّ بِالْخَلْصَآءِ مرتعة ٍ | إِلاَّ الدَّهَاسُ وَأُمٌّ بَرَّة ٌ وَأَبُ |
كأنَّما فُلِّقتْ عنها ببلقعة ٍ | جماجمٌ يُبَّسُ أنو حنظلٌ خربُ |
ممّا تقيَّضَ عنْ عوجٍ معطَّفة ٍ | كأنَّها شاملٌ أبشارها جربُ |
أشداقها كصدوعِ النَّبعِ في قللٍ | مثلِ الدَّحاريجِ لم ينبُتْ بها الزَّغبُ |
كَأَنَّ أَعْنَاقَهَا كُرَّاثُ سَآئِفَة ٍ | طارتْ لفائفهُ أو هيشرٌ سلُبُ |