تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تابَ الزمانُ من الذنوبِ فواتِ، | واغنم لذيذَ العيشِ قبلَ فواتِ |
تمّ السرورُ بنا، فقم يا صاحبي | نستدركِ الماضي بنهبِ الآتي |
تاقَتْ إلى شُربِ المُدامِ نُفوسُنا، | لا تذهبنّ بطالة ُ الأوقاتِ |
تَوّجْ بكاساتِ الطَّلى هامَ الرُّبَى ، | في رَوضَة ٍ مَطلولة ِ الزّهَراتِ |
تغدو سلافُ القطرِ دائرة ً بها، | والكأسُ دائرَة ً بكَفّ سُقاة ِ |
من ذا أحقّ بها من الكاساتِ | |
تبتْ يدا من تابَ عن رشفِ الطلى ، | والكأسُ مُتّقِدٌ كخَدّ فَتاة ِ |
تِبرِيّة ٌ لولا مُلازَمَتي لها | أصبحتُ معصوماً من الزلاتِ |
تابعْ إلى أوقاتها داعي الصبا، | واعجبْ لما فيها من الآياتِ |
تَمّمْ بها نَقصَ السّرورِ، فإنّها | عندَ الكِرامِ، تميمة ُ اللّذاتِ |
تَركي لأكياسِ النُّضارِ جَهالَة ً، | خدُّ الغلامِ منمقٌ بنباتِ |
تَبدو، وقد يَبدو النّدى بمتونِها | صدأً، فتلقطهُ يدُ النسماتِ |
تَسري على صَفحاتِها رِيحُ الصَّبا، | بسَحائبٍ منهَلّة ِ العَبَراتِ |
تَستَلّ فيها للبُروقِ صَوارِماً، | كَصَوارِمِ المَنصورِ في الغاراتِ |
تعبٌ لتحصيلِ الثناءِ مجردٌ | للمجدِ عزماً صادقَ اللحظاتِ |
تبعَ الهوى قومٌ، فكانَ هواه في | طلبِ العُلى وتجنبِ الشهواتِ |
تَركَ الكَتائبَ في السبّاسبِ شُرَّداً، | فتَرى الزّمانَ مُقَيَّدَ الخُطَواتِ |
تَمّتْ مَحاسِنُهُ بحُسنِ خَلاقِهِ، | وسنا، فزادَ الحسنُ بالحسناتِ |
تاهتُ بهِ الدنيا، ولولا جوده، | كانَ الأنامُ هَباً بغَيرِ هِباتِ |
تبكي خزائنهُ على أموالهِ، | من حرّ قلبٍ دائم الحسراتِ |
تَتبَسّمُ الأيّامُ عندَ بُكائِها، | فكأنهنّ بها منَ الشماتِ |
تسمو بهمتكَ ابنَ أرتقَ همة ٌ | حَفّتْ بألويَة ٍ من العَزَماتِ |
تردي صروفَ الدهرِ وهيَ سواكنٌ، | إنّ السّكونَ لها من الحَركاتِ |
تاقَتْ إلَيكَ قلوبُ قومٍ أصبَحَتْ | تلقي إليك معارقَ الفلواتِ |
تركوا على شاطي الفُراتِ ديارَهم | وسعوا إليكَ، فأحدقوا بفراتِ |
يُهدي إليكَ المادِحونَ جَواهراً، | منظومة ً كقلائدِ اللباتِ |
تَحلُو صِفاتُكَ في القلوبِ، كأنّها | جاءَتْ لَمعنًى عارِضٍ في الذّاتِ |
ته في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً، | تجلو الجفونَ وتملأُ الجفناتِ |