قلم من مكتبة الكونغرس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نفضـْتُ اللـِّحاف | شكرًا لدواءِ القلبِ والسـّماء | ما زلـْتُ أتنفـّس | سيجارةٌ أولـى | غلاّيةُ قهوةٍ | تنتظرُ من يفضُّ بكارتـَها | فوقَ منضدةٍ منخفضة | "على مستوى القـَعـْدَة" | أعتذرُ لـ "عادل إمام" | لأنـِّي مدَدْتُ يـَدًا | إلـى "الزّعيم" | ورقةٌ بيضاءُ تفيقُ من نومـِها | يتربـّصُ بها قلمٌ | أسودُ مـُذَهـَّب | من "مكتبة الكونجرس" | مدفأةٌ عـلى الـمازوت | من "الجولان" | موسيقى تسيلُ من "روتانا" | والأذنُ تـُطـْرَشُ قبلَ العينِ أحيانـَا | أشاكسُ عادتي | لا أكبسُ زرَّ "الجزيرة" | لأرى ما يدور | فـَلـْتـَدُرِ الدّوائر | على الباغي إِنِ استطاعـَتْ | وعندما تدور | سأعودُ إلـى عادتي | عبثـًا يحاولُ القلم | لـَمـْلـَمـَةَ القطيعِ على الورقة | كلـّما أمسكَ برأسِ خيطٍ | من بقايا الحـُلـُم | غيرِ واضحةِ الـملامح | تكونُ السـّيجارة | بحاجةٍ لقضاءِ حاجتـِها | فـي الـمنفضة | كيفَ تفعلُ ذلكَ فـي العراء؟! | ما همـَّها؟! | عمرُها قصير | تفعلُ ما يحلـُو لها | قبلَ أن تخبـُو | وفنجانُ القهوةِ يهدِّد: | "سأبردُ بعدَ قليل" | وفجأةً يسيلُ من الشـّاشة | "يوم الوداع" | ويذهب | وتظلُّ "روتانا" دائرةً | على حـَلّ | وأعاودُ الـمحاولة | كلُّ ما استطعـْتُ قطفـَهُ | عن جدرانِ الذّاكرة: | "إحذفْ حرفـًا | من متنِ الرّيح | كي يطولَ مكوثُ الحصان" | نقطة | إلـى هنا نصُّ الحـُلـُم | وعبثـًا أحاولُ الـمزيد | هذا ما يصيبـُني دائمـًا | وكلَّ يومٍ أقول | سأصطحبُ اللـّيلةَ آلةَ تسجيل | عندما أذهب | إلـى الحـُلـُم | وأنسى | هلْ هذهِ قصيدة؟! | قصـّةٌ قصيرة؟! | ما همـَّني؟! | عمرُ القلمِ قصير | فـَلـْيـَكـْتـُبْ ما يحلـُو لهُ | قبلَ أن يكبـُو | وسيكبـُو | لا لأنـَّهُ أسوَد | ومـُذَهـَّب | لأنـَّهُ من "مكتبةِ الكونجرس" | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (تركي عامر) .