فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فَضحتِ بدورَ التّمّ، إذ فُقتِها حُسنَا، | وأخجَلتِها، إذ كنتِ من نورِها أسنَى |
ولمّا رَجَونا من مَحاسِنِكِ الحُسنَى ، | بَعَثتِ لنا من سِحرِ مُقلَتِكِ الوَسنَى |
سُهاداً يَذودُ النّومَ أن يألَفَ الجَفَنَا | |
وخِلتُ بأنّي عن مَغانيكِ راحِلٌ، | وربعَ ضميري من ودادِكِ ماحلٌ |
فأسهرَ طرفي ناظرٌ منكِ كاحلٌ، | وأبصَرَ جسمي أن خصرَكِ ناحلٌ |
فَحاكاهُ لكن زادَني دِقّة َ المَعنَى | |
حويتِ جمالاً قد خلقتِ برسمهِ، | فخلناكِ بَدرَ التّمّ، إذ كنتِ كاسمِهِ |
فمُذ صارَ منكِ الحُسنُ قِسماً كقسمِهِ: | حكَيتِ أخاكِ البَدرَ في حالِ تِمِّهِ |
سَناً وسَناءً، إذْ تَشَابَهتُما سِنّا | |
سجنتِ فؤادي حينَ حرّمتِ زَورَتي، | وأطلَقتِ دَمعي لو طَفا حَرَّ زَفرَتي |
فُقلتُ، وقد أبدى الغَرامُ سَرِيرَتِي: | أهيفاءُ إن أطلَقتِ بالبُعدِ عَبرَتي |
فإنّ لقَلبي من تَباريحِهِ سِجنَا | |
حُرِمتُ الرّضَى إنْ لم أَزُركِ على النّوى ، | وأحملَ أثقالَ الصبابة ِ والجوَى |
فليسَ لداءِ القلبِ غيركِ من دوا، | فإنْ تُحجَبي بالبِيضِ والسُّمرِ فالهَوَى |
يُهَوّنُ عند العاشِقِ الضّربَ والطّعنَا | |
سأثني حدودَ المَشرَفيّة ِ والقَنا، | وأسعَى إلى مَغناكِ إن شَطّ أو دَنَا |
وألقَى المَنايا كَيْ أنالَ بها المُنى ، | وما الشّوقُ إلاَّ أنْ أزورَكِ مُعلِنَا |
ولو منعتْ أسدُ الثرى ذلكَ المغنَى | |
عدمتُ اصطباري بَعْدَ بُعدِ أحِبّتي، | فماذا عليهم لو رعوا حقّ صحبتي |
فبِتُّ، وما أفنى الغَرامُ مُحَبّتي، | أأحبابَنا قَضّيتُ فيكُم شَبيبَتي |
ولم تُسعِفُوا يَوماً بإحسانِكم حُسنَى | |
أعيدوا لَنا طِيبَ الوِصالِ الذي مضَى ، | فقَد ضاقَ بي من بعدِ بُعدِكمُ الفَضَا |
ولا تهجروا فالعمرُ قد فاتَ وانقضَى | وما نِلتُ من مأمولِ وَصلِكُمُ رِضَى |
ولا ذقتُ من رَوعاتِ هَجرِكُمُ أمنَا | |
حفظتُ لكم عهدي على القربِ والنّوى | وما ضلّ قلبي في هواكم وما غوى |
فكيفَ نقضتم عهدَ من شفّه الجوَى | وكنّا عقدنا لا نحولُ عن الهوَى |
فقَد، وحَياة ِ الحبّ، حُلتُم وما حُلنَا | |
فلستُ بسالٍ، جرتمُ إو عدلتمُ، | ولا حلتُ إن قاطعتمُ، أو وصلتمُ |
ولكنّني راضٍ بما قد فعَلْتُمُ، | فشكراً لما أوليتمُ إذ جعلتمُ |
بدايتَكم بالبُعدِ منكُم، ولا منّا |