خَرَجْتُ مِنَ المِصْرِ الحَوَارِيِّ أهْلُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خَرَجْتُ مِنَ المِصْرِ الحَوَارِيِّ أهْلُهُ | بِلاَ نُدْبَة ٍ فِيهَا کحْتِسَابٌ وَلاَ جُعْلِ |
إلى جَيْشِ أهْلِ الشَّامِ أُغْزِيتُ كَارِهاً | سَفَاهاً بلا سَيْفٍ حَدِيدٍ وَلاَ نَبْلِ |
وَلكِنْ بِتُرْسٍ لَيْسَ فِيهَا حَمَالَة ٌ | وَرُمْحٍ ضَعِيفِ الزُّجِّ مُنْصَدِعِ النَّصْلِ |
حَبَانِي بِهَا ظُلْمُ القُبَاعِ وَلَمْ أجِدْ | سِوَى أمْرِهِ والسَّيْرِ شَيئاً مِنَ الفِعْلِ |
فَأَزْمَعْتُ أمْري ثُمَّ أصبَحْتُ غَازِياً | وَسَلَّمْتُ تَسْلِيمَ الغُزَاة ِ عَلَى أهْلِي |
وَقُلْتُ لَعَلِّي أنْ أرَى ثَمَّ رَاكباً | عَلَى فَرَسٍ أو ذا مَتَاعٍ عَلَى بَغْلِ |
جَوَادِي حِمَارٌ كَانَ حِيناً بظَهْرِهِ | إكافٌ وإشْنَاقُ الَزَادَة ِ وَالحَبْلِ |
وَقَدْ خَانَ عَيْنَهِ بَيَاضٌ وَخَانَة ُ | قَوَائِمُ سَوءٍ حِينَ يُزْجَرُ فِي الوَحْلِ |
إِذَا مَا کنْتَحَى فِي المَاءِ وَالوَحْلِ لَمْ تَرِمْ | قَوَائِمُهُ حَتَّى يُؤَخَّرَ بِالحَمْلِ |
أُنَادِي الرَّفَاقَ :بَارَكَ الَّلهُ فِيكُمُ | رُوَيْدَكُمُ حَتَّى أجُوزَ إلَى السَّهْلِ |
فَسِرْنَا إلَى قِنِّينَ يَوْماً ولَيْلَة ً | كَأَنَّا بَغَايَا مَا يَسِرْنَ إلَى بَعْلِ |
إِذَا مَا نَزَلْنَا لَمْ نَجِدْ ظِلَّ سَاحَة ٍ | سِوَى يَابِسِ الأنْهَارِ أو سَعَفِ النَّخْلِ |
مَرَرْنَا عَلَى سُورَاءَ نَسْمَعُ جِسْرَهَا | يَئِطُّ نَقيضاً عَنْ سَفَائِنِهِ الفُضْلِ |
فَلَمّا بَدَا جِسْرُ السَّرَاة ِ وَأَعْرَضَتْ | لَنَا سُوقُ فُرَّاغَ الحَدِيثِ إلى شُغْلِ |
نَزَلْنَا إلَى ظِلٍّ ظَليلٍ وَبَاءَة ٍ | حَلاَلٍ بِرَغْمِ القَلْطَمَانِ وَمَا نَغْلِ |
بِشَارِطَة ٍ مَنْ شَاءَ كَانَ بِدِرْهَمٍ | عَرُوساً بِمَا بَيْنَ السَّبِيئَة ِ والنَّسْلِ |
فَأَتْبَعْتُ رُمْحَ السُّوءِ سُمْيَة َ نَصْلِهِ | وَبِعْتُ حِمَارِي وَکسْتَرَحْتُ مِنَ الثِّقْلِ |
تَقُولُ ظَبَايَا:قُلْ قَلِيلاً ألاَ لِيَا | فَقُلْتُ لها:أصْوِي فإنّي على رِسْلِ |
مَهَرْتُ لَهَا جِرْدِيقَة ً فَتَرَكْتُهَا | بِمَرْهَا كَطَرْفِ العَيْنِ شَائِلَة َ الرِّجْلِ |