تيقَّظ فما انت بالخالدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تيقَّظ فما انت بالخالدِ | ولا حادث الدهر بالراقدِ |
فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ | دوام النجوم بلا جاحد |
وأبق لك الذكر بالصالحات | وخل النزوع إلى الفاسد |
وردْ ما يناديك عنه الصدور | ألا دَرَّ درُّك من وارد |
وسر بين قومك في سيرة | تميت الحقود من الحاقد |
فان فتى الدهر من يدّعي | فتأتي اعاديه بالشاهد |
ولا تك مرمى بداء السكون | فتصبح كالحجر الجامد |
وكن رجلاً في العلى حُوَّلا | تفنن في سيره الراشد |
اذا اطَّردتْ حركات الحياة | ومرت على نسق واحد |
ولم تتنوع افانينها | ودامت بوجه لها بارد |
ولم تتجدد لها شملة | من السعي في الشرف الخالد |
فما هي إلا حياة السَّوام | تجول من العيش في نافذ |
وما يرتجي من حياة امرىء | كماءٍ على سَبخة راكد |
وليس له في غضون الحياة | سوى النفس النازل الصاعد |
يغضُّ على الجهل اجفانه | ويرضى من العيش بالكاسد |
فذاك هو الميت في قومه | وان كان في المجلس الحاشد |
وما المرءُ إلا فتى يغتدِي | إلى العلم في شَرَك صائد |
سعى للمعارف فاحتازها | وصاد الانيس مع الآبد |
وطالع أوجه أقمارها | يعين بصيرٍ لها ناقد |
فأبدى الحقائق من طيها | وألقى القُيود على الشارد |
اذا هو اصبح نادى البدار | وشمرَّ للسعي عن ساعد |
فكان المجلَّى َ في شأوه | بعزمٍ للسعى عن ساعد |
وإن بات بات على يَقظَة ٍ | بطرف لنجم العلى راصد |
واحدث مجداً طريفاً له | واضرب عن مجده التالد |
وما الحمقُ الا هو الاتكالُ | على شرفٍ جاء من والد |
فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ | وان لحدتهُ يدُ اللاحد |