أرشيف الشعر العربي

لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ،

لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ، وفي نظائرها تستنفدُ النعمُ
هِيَ الرّئَاسَة ُ لا تُقْنى جَوَاهِرُهَا، حتى يخاض إليها الموتُ والعدمُ
تقاعسَ الناسُ عنها فانتدبتَ لها كالسيفِ ، لا نكلٌ فيهِ ولا سأمُ
ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ
شكراً فَقَدْ وَفَتِ الأيّامُ ما وَعَدَتْ، أقرَّ ممتنعٌ ؛ وانقادَ معتصمُ !
وَمَا الرّئَاسَة ُ إلاّ مَا تُقِرّ بِهِ شمسُ الملوكِ ، وتعنو تحتهُ الأممُ
مَغَارِمُ المَجْدِ يَعْتَدُّ الملوكُ بها مَغَانِماً في العُلا، في طَيّهَا نِعَمُ
هذي شيوخُ "بني حمدانَ " قاطبة ً ، لاذوا بدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاعتَصَموا
حلوا بأكرمِ منْ حلَّ العبادُ بهِ بحَيثُ حَلّ النّدى وَاستَوثَقَ الكَرَمَ
فكُنتَ مِنْهُمْ وَإنْ أصْبَحتَ سيّدَهم، تواضعُ الملكِ في أصحابهِ عظمُ !
شيخوخة ٌ سبقتْ ، لا فضلَ يتبعها وَلَيْسَ يَفضُلُ فِينا الفاضِلُ الهَرِمُ
ولمْ يفضلْ " عقيلاً " في ولادتهِ عَلى عَليٍّ أخِيهِ، السّنُّ وَالقِدَمُ
وكيفَ يفضلُ منْ أزرى بهِ بخلُ وقعدة ُ اليدِ ، والرجلينِ ، والصممُ
لا تنكروا ، يا بنيهِ ، ما أقولُ فلنْ تُنسَى التِّرَاتُ وَلا إن حالَ شَيخُكُمُ
كادَتْ مَخَازِيهِ تُرْدِيهِ فَأنْقَذَهُ منها ، بحسنِ دفاعٍ عنهُ ، عمكمُ
أسْتَوْدِعُ الله قَوْماً، لا أُفَسّرُهُمْ، الظالمينَ ، ولوْ شئنا لما ظلموا
القائلينَ ، ونغضي عن جوابهمُ , وَالجَائِرِينَ، وَنَرْضَى بالذي حكَموا
إني ، على كلِّ حالٍ ، لستُ أذكرهمْ ؛ إلاّ وَللشّوقِ دَمعي وَاكِفٌ، سَجِمُ
الأنفسُ اجتمعتْ يوماً ، أو افترقتْ إذا تَأمّلتَ، نَفسٌ، وَالدّمَاءُ دَمُ
رَعَاهُمُ الله، مَا نَاحَتْ مُطَوَّقَة ٌ، وَحاطَهُمْ، أبَداً، مَا أوْرَقَ السَّلَمُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو فراس الحمداني) .

أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ،

بالكرهِ مني واختياركْ،

ويقولُ فيَّ الحاسدونَ ، تكذباً ،

عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّ عَيْنَانِ

عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما


مشكاة أسفل ٢