أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟ | و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ ؟ |
إنا فجعنا بفتى " وائلٍ | لمَّـا فجعنا " بأبي وائلِ " |
المشتري الحمدَ بأموالهِ ، | والبائعِ النائلَ بالنائلِ |
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُ الرّدَى | بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ، البَاسِلِ؟ |
السّيّد ابنِ السّيّدِ، المُرْتَجَى ، | والعالمِ ابنِ العالمِ ، الفاضلِ! |
أقسمتُ : لو لمْ يحكهِ ذكرهُ | رجعنَ عنهُ بشبا ثاكلِ |
كَأنّما دَمْعِي، مِنْ بَعْدِهِ | صوبُ سحابٍ واكفٍ ، وابلِ |
مَا أنَا أبْكِيهِ، وَلَكِنّمَا | تبكيهِ أطرافُ القنا الذابلِ |
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً ، | موكلاً بالحدثِ النازلِ |
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَى وَالعُلا، | نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَاطِلِ |
أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ ، | تبكي بكاءَ الوالهِ ، الثاكلِ |
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُ الـ | ـهاطلُ ، عندَ الزمنِ الماجلِ |
لوْ كانَ يفدي معشرٌ هالكاً | فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْ نَاعِلِ |
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْ رَاغِبٍ! | وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْ آمِلِ! |
سقى ثرى ، ضمَّ " أبا وائلٍ " ، | صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ ! |
لا درَّ درُّ الدهرِ - ما بالهُ | حمّلَني مَا لَسْتُ بِالحَامِلِ؟ |
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَا حادثٌ، | كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِم الصّاقِلِ |
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً، فاضِلاً، | والدهرُ لا يبقي على فاضلِ |
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍ طمى | لكنهُ بحرٌ بلا ساحلِ |
منْ كانَ أمسى قلبهُ خالياً | فَإنّني في شُغُلٍ شَاغِلِ |