ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا | إلى مُنية ٍ زهراءَ شيدتْ لأزهرا |
مُزَوَّقة ٍ تستودعُ النجمَ سرَّها | فتحسَبُهُ يُصغي إليها لتُخبَرا |
هيَ الزهرة ُ البيضاءُ في الأرضِ أُلبستْ | لها الزهرة ُ الحمراءُ في الجوِّ مِغْفَرا |
يودُّ وداداً كلُّ عضوٍ ومِفصلٍ | لمبصرُها لو أنَّه كان أبصرا |
بناءٌ إذا ما الليلُ حلَّ قِناعَهُ | بَدا الصُّبحُ من أَعرافِه الشمِّ مُسْفِرا |
تعالى عُلُوّاً فاتَ عن كلِّ واصفٍ | إذا أكثَروا في وصفِه كان أكثَرا |
ترى المنية َ البيضاءَ في كلِّ شارقٍ | تلبَّسُ وجهَ الشمس ثَوباً مُعصفرا |
إذا سَدَلتْ سِتراً على كلِّ كوكبٍ | كبا نورُه من نورِها فتستَّرا |
فإن عذرتْ شمسُ الضُّحى في نجومِها | على الجوِّ كان القصرُ في الشمس أعذرا |
ودونَكَ فانظرْ، هل تَرى من تفاوُتٍ | به أو رأتْ عيناكَ أحسنَ منظرا |
ترى السَّوسنَ المُنآدَ بينَ رِياضِها | تلألأُ حسناً في بهارٍ تَدنَّرا |
توشَّحنَ من هذا اليمانيِّ مِثْلما | تأزَّرْنَ من ذاكَ المَلاءِ المُزَعْفرا |
بموشيَّة ٍ يُهدى إليها نسيمُها | على مفرقِ الأرواحِ مسكاً وعَنبرا |
سِداوَتُها من ناصعِ اللونِ أبيضٍ | ولُحمتُها من فاقعِ اللونِ أصفرا |
تُلاحظُ لحظاً من عيونٍ ، كأنها | فُصوصٌ من الياقوتِ كُلِّلْنَ جَوهَرا |
تَفكَّهْ أمينَ الله وابنَ أمينهِ | بجنَّة ِ دُنيا رائحاً ومُبكِّرا |
إمامَ الهُدى لا زلتَ في ظلِّ حَبْرة ٍ | ولا زلتُ أكسوكَ الثناءَ المحبَّرا |