تجنَّبْ لِباسَ الخَزِّ إنْ كُنْتَ عاقِلاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تجنَّبْ لِباسَ الخَزِّ إنْ كُنْتَ عاقِلاً | ولا تَخْتتمْ يوماً بفصِّ زبرْجَدِ |
ولا تَتَطَيَّبْ بِالغَوالي تَعطُّراً | وتسْحبَ أذْيالَ المُلاءِ المُعضَّدِ |
ولا تَتَخَيَّرْ صَيِّتَ النَّعْلِ زاهِياً | ولا تَتَصَدَّرْ في الفِراشِ المُمَهَّدِ |
وكنْ هَمَلاً في النَّاس أَغْبرَ شاعثاً | تروحُ وتغدو في إزارٍ وبُرجُدِ |
يَرى جِلْدَ كَبْشٍ، تَحْتَهُ كَلَّما اسْتَوى | عليهِ ، سريراً فوقَ صرحٍ ممرَّدِ |
ولا تَطْمَحِ العَيْنانِ مِنكَ إلى امْرىء ٍ | لَهُ سَطَواتٌ بِاللِّسانِ وباليَدِ |
تَراءَتْ لَهُ الدُّنْيا بزِبْرجِ عَيْشِها | وقادتْ لَهُ الأَطْماعُ مِنْ غَيرِ مِقْوَدِ |
فأسْمنَ كشحَيْهِ وأهزلَ دِيْنَهُ | ولم يرتقبْ في اليومِ عاقبة َ الغَدِ |
فَيَوْماً تَراهُ تَحْتَ سَوْطٍ مُجَرَّداً | ويَوماً تَراهُ فَوْقَ سَرْجٍ مُنَضَّدِ |
فيُرحمُ تاراتٍ ويُحسَدُ تارة ً | فذا شَرُّ مَرْحُومٍ وَشَرُّ مُحَسَّدِ |