قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا | ومضى على صوفِ الخطوبِ حميدا |
بأبي وأمي هالكاً أفردتهُ | قَدْ كَانَ في كُلِّ العُلومِ فَريدا |
سودُ المقابر أصبحتْ بيضا بهِ | وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا |
لم نُرْزَهُ لما رُزِينَا وَحْدَهُ | وَإِنْ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنُونُ وَحِيدا |
لكنْ رُزينا القاسِمَ بن محمدٍ | في فضلهِ والأسودَ بنَ يزيدا |
وَابْنَ المُبَارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً | وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا |
والأخفشينِ فصاحة ً وبلاغة ً | والأعشَيينِ رواية ً ونشيدا |
كانَ الوصِيَّ إذا أرَدْتُ وَصِيَّة ً | والمستفادَ إذا طلبتُ مفيدا |
وَلَّى حَفيظاً في الأَذمَّة ِ حَافِظاً | ومضى ودوداً في الوَرى مودودا |
ما كانَ مثلي في الرَّزيَّة ِ والداً | ظفرتْ يداه بمثلهِ مولودا |
حتَّى إذا بذَّ السوابقَ في العُلا | وَالعِلْمِ ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا |
يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّهاً | ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا |
تأبى القلوبُ المستكينة ُ للأسى | منْ أنْ تكونَ حجارة ً وحديدا |
إنَّ الذي بادَ السرورُ بموتهِ | ما كانَ حزني بعدهُ لِيَبيدا |
الآنَ لمَّا أنْ حويتَ مآثراً | أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا |
ورأيتُ فيكَ منَ الصَّلاحِ شمائلاً | ومنَ السَّماحِ دلائِلاً وشُهودا |
أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَة ُ طَرَّبَتْ | وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغْريدا |
لولا الحياءُ وأنْ أُزَنَّ ببدعة ٍ | مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا |
لَجَعَلْتَ يَوْمَكَ في المَنائحِ مَأتَماً | وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا |