هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ | وما فيهما عهدٌ ولا فيهما صلحُ |
سوى أنَّ صفحاً كانَ من بعدِ قدرة ٍ | وأحسنُ مقرونٍِ إلى قدرة ٍ صفحُ |
سلِِ السيفَ والرمحَ الردينيَّ عنهما | فتسمعُ ما ينبي به السيفُ والرمحُ |
لقد شفعت يومَ العروبة ِ عندها | بعيدٍ لنا فيهِ السلامة ُ والنجحُ |
ذبائحُ راحتْ يومَ عيدِ لحومها | وما ازدَانَ عيدٌ لا يكونُ بهِ ذبحُ |
قريناهمُ سجلاًَ من الحربِ مرة ًَ | عشراً ركيكاً ليس في طعمهِ ملحُ |
ومُقْرَبة ٍ يشقرُّ في النَّقْعِ كمْتُها | وتخضرُّ حيناً كلما بلها الرشحُ |
تَراهنَّ في نَضْحِ الدماءِ كأنَّما | كساها عقيقاً أحمراً ذلكَ النضحُ |
تطيرُ بلا ريشٍ إلى كلِّ صَيحة ٍ | وتَسبحُ في البرِّ الذي مابهِ سَبْحُ |
عليها منَ الأبطالِ كلُّ مُمارسٍ | يرى أنَ جدَّ الحربِ من بأسهِ مزحُ |
يَعدَّونه الأعداءُ كرباً عليهمُ | على أنه طَلقٌ لنا وجهُهُ سَمْحُ |
وكانَ ابنُ حفصونٍِ يعدُ جيادهُ | سراحينَ قبلَ اليومِ فهي لنا سرحُ |
نَجا مُستكنَاً تحتَ جُنحٍ منَ الدُّجَى | وليسَ يؤدِّي شكرَ ما أنعمَ الجُنْحُ |
دعتهُ منى كانت عليهِ منَّية | فترحاً لهُ منها وقلَّ لهُ التَّرحُ |
تسربلَ ثوبَ الليلِ خامسَ خمسة ٍ | فكلُّهم في كلِّ جارحة ٍ جُرحُ |
يَودُّونَ أنَّ الصبحَ ليلٌ عليهمُ | ونحنُ نودُّ الليلَ لو أَنَّه صُبْحُ |
أقادِحَ نارٍ كانَ طعمَ وقودِها | بعينيكَ فانظرْ ماأضاءَ لكَ القَدْحُ |
مَحا السيفُ ما زخرفتَ أولَ وَهْلة ٍ | ودونَكَ فانظرْ بعد ذلك ما يَمْحو |
فكم شاربٍ منكمْ صحا بعدَ سُكرهِ | وما كانَ لولا السيفُ من سُكرهِ يَصْحو |
كأنَّ « بلايا » والخنازيرُ حولها | مقطَّعة الأوصالِ أنيابُها كُلحُ |
ديارُ الذينَ كذَّبوا رُسْلَ ربِّهم | فلاقَوا عذاباً كان موعدَه الصُّبحُ |
فلو نطقَ السَّفحُ الذي قُتلوا بهِ | إذنْ لبكى من نَتْنِ قتلاهُمُ السَّفحُ |
دماءٌ شفتْ منها الرماحُ غليلَها | فودَّ قضيبُ البانِ لو أنَّه رمحُ |
وللهِ ما أزكى تجارة َ صفقة ٍ | يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ! |
أقَمنا عليها اللهوَ في يومِ عيدهمْ | فكم لهم فِصحاً بهِ قُطعَ الفصحُ |
ألا تعستْ تلكَ الوجوهُ وقبِّحتْ | فما خُلقا إلا لها التعسُ والقبحُ |
فيا وقعة ً أنستْ وقيعة َ راهطٍ | ويا عزمة ً من دونها البطنُ والنَّطحُ |
ويا ليلة ً أبقتْ لنا العزَّ دهرَنا | وذُلاًّ على الأعداءِ جَلَّ بِه التَّرحُ |
بدولة ِ عبدِ اللهِ ذي العزِّ والتُّقَى | يحبَّرُ في أدنَى مقاماتهِ المدحُ |