جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جزعتْ أنْ يقالَ دامٍ عبيطُ | أوْ أسيرٌ لحلقــتيهِ أطيطُ |
فَاسْتَرَاحَتْ إِلَى التِّي أَعْقَبَتْهَا | حرقاً تلفحُ الحشا وتشيطُ |
خَفَقَتْ جَأْشَهَا علَى البَيْنِ لَمَّا | أيقنتْ أنها البلاءُ المحيطُ |
ثمَّ قالتْ تعزياً إنْ يكنْ لا | بُدَّ مِنْ نَكْبَة ٍ فَأَمْرٌ وَسِيطُ |
إنَّ بعضَ الخطوبِ أهونُ منْ بعــــ | ـضِ وَدُونَ البُكَا يَكُونُ النَّحِيطُ |
يالها ساعة ً بها انهاضَ للبيــــ | ــنِ فؤادٌ بينَ الضلوعِ وهيطُ |
حِينَ جَاءتْ يَهْتَزُّ كالغُصُنِ المَا | ثِلِ فِي الظِّلِّ مَتْنُهَا المَحْطُوطُ |
ثمَّ أبدتْ كالأقحوانِ جلتهُ | شَمْسُ دَجْنٍ فَارْفَضَّ عَنْهُ السَّقِيطُ |
قرنُ شمسٍ ودعصُ رملٍ تثنى | بَيْنَ هّذَا وَذَاكَ فِي الثَّوْبِ خُوطُ |
يا ابنة َ القيلِ إنّ خدنكِ لا يقــــــ | ـدَحُ فِي غَرْبِ عَزْمِهِ التَّثْبِيطُ |
هَرِسٌ يَفْرِسُ الأُمُورَ وَلاَ يَعْـ | ـرُوهُ مِنْهَا الإِفْرَاطُ وَالتَّفْرِيطُ |
ضوؤهُ سيفهُ إذا حشَّ للمتـــــ | ـرف تحت الدُّجى الذبال السليط |
ذُو حُسَامَيْنِ مَشْرَفِيٌّ صَقِيلٌ | وَغَرِيمٌ لِلنَّائِبَاتَ عَطُوطُ |
كُلَّ يَوْمٍ يَنْتَابُ مِنْهُ الأَعَادِي | ذَاتُ رَوْقٍ عِقَالُهَا مَبْسُوطُ |
قرطا مهريَ العنانَ وشيكاً | فَحَرِيُّ لِمُهْرِيَ التَّقْرِيطُ |
قرطاهُ نعمَ المؤازرُ في الرو | عِ لأخلامهِ ونعمَ الربيطُ |
قرطاه أحوى أحمُّ عليهِ | لتمامِ الذكاءِ والعنقِ ليطُ |
قرطاه لمقلتيهِ شعاعٌ | وَلِرَادَيْهِ فِي اللِّجَامِ غَطِيطُ |
قرطاه ملاحكاً حاركاهُ | مثلَ ما لزَّ الكتيفِ الغبيطُ |
قرطاه تلوحُ في الوجهِ منهُ | غُرَّة ٌ مِثْلَ مَا يَلُوحُ الشِّمِيطُ |
قرطاه كأنَّ سامعهُ المصــــ | ــغي إلى كلِّ نبأة ٍ إعليطُ |
قرطاه لابد ينقضُ وتراً | أَوْ يُلاَقِيهِ حَتْفُهُ المَخْطُوطُ |
قبضتْ عنْ عمانَ ظلاًّ منَ الخفــــ | ــضِ دهاريسُ بؤسها مبسوطُ |
لعنَ اللهُ حيثُ ظلَّ وأمسى | لعنة ً عبؤها محطوطُ |
غاويَ الفجحِ ثمَّ أتبعَ موسى | لعنة ً تملأُ القصا وتحوطُ |
يَا لَقْومِي لَقَدْ بَغَى العَبْدُ موسى | والعسيفُ المدفعُ العضروطُ |
نَالَ عَزَّانُ دَوْلَة ً لَوْ رَآهَا | حُلُماً ظَنَّ أَنَّهَا تَخْلِيطُ |
سمتِ الأزدُ بالحتوفِ إلى الأز | د وموسى مسلمٌ مغبوطُ |
يَشْرَبُ العَبْدُ صَفْوَهَا وَشَرَابُ السـ | ــأزدِ منها مطروقها والمطيطُ |
فَهَبِ الدَّهْرَ لاَ يَثُوبُ وَهَبْهَا | غمرة ً لا يميطها منْ يميطُ |
فَابْلِغُوا الجَهْدَ أَوْ فَمُوتُوا كِرَاماً | ليسَ يغني التبريقُ والتخطيطُ |
كَمْ إِلَى كَمْ نَعِيشُ أَنْضَاءَ ذُلٍّ | كُلُّنَا مُلْجَمُ بِهِ مَعْلُوطُ |
أترى الأزدَ يقسمُ الذلَّ فيها | خارجيُّ وخاربٌ عمروطُ |
ثُمَّ تَرْضَى بِذَلِكَ الأَزْدُ إِنْ تَرْ | ضَى فَلاَ رِيشَ سَهْمُهَا المَمْرُوطُ |
لاَ لَعَمْرُ الَّذِي تَمَسَّكْتُ مِنْهُ | بِرَجَاءٍ لاَ يَعْتَفِيهِ القُنُوطُ |
لا يغرنكمُ انبعاثي رويداً | إنَّ همي بالفرقدينِ منوطُ |
إِنَّ هَاتِي الأُمُورَ عَنْ قَدَرِ الرَّحْـ | ــمانِ يجري صعودها والهبوطُ |
إنْ تسخطتُ أوْ رضيتُ فسيا | نِ لَعَمْرِي رِضَايَ وَالتَّسْخِيطُ |
كلُّ ما حمَّ، أنْ يكونَ، قريبٌ | وَالَّذِي لاَ يُحَمُّ نَاءٍ نَعِيطُ |
صاحِ! لوْ هدَّ ركنُ صبريَ رزءاً | هَدَّهُ الرَّزْءُ يَوْمَ بَانَ الخَليطُ |
يومَ خلتُ الفضاءَ منصفقَ الأكـــــ | ــنافِ بالركبِ وهوَ رحبٌ بسيطُ |
لاَ يَظُنُّ الأَعْدَاءُ أَنَّ مُقَامِي | حيثُ يغتالني المحلُّ الشحيطُ |
صارفاً عزمتي ولا الخفضُ مالمْ | أتركِ الثأرَ بالفؤادِ يليطُ |
ثمَّ أخلدتُ يحسبُ القومُ أني | بَيْنَهُمْ لِلأُسَى قَرِيفٌ وَخِيطُ |
سلطَ الصبرُ والرجاءُ على النا | سِ سيغريهما بهِ التسليطُ |